أخرج العدوان الإسرائيلي مستشفى بنت جبيل الحكومي من الخدمة فعليًا، إثر غارة استهدفت منزلًا خاليًا من سكانه ملاصقًا له عصر الإثنين الماضي (23 أيلول الجاري)، وفق ما أكّد رئيس قسم الكلى في المستشفى، الدكتور علي عباس لـ “المفكرة القانونية”. وأصاب العدوان الفريق الطبّي بجروح إثر تحطُّم زجاج المستشفى وأسقفه المستعارة، وتضرّر أجزاء داخلية في المبنى.
وأفاد الطبيب عباس “المفكّرة” إصابة عدد من الممرّضين والطبيب وحارسين بجروح طفيفة بسبب تطاير الحجارة والزجاج، وتحطُّم زجاج مكتب الاستقبال على رأس إحدى الممرضات مباشرة. وأشار إلى أنّ الضربات الجوّية اقتربت من المستشفى منذ صباح الاثنين، ما دفع الفريق الطبّي والحرس إلى التجمّع في قسم الطوارئ طلبًا للحماية. وبعد الاعتداء، لم يغادر الكادر الطبي المستشفى بسبب كثافة القصف وحلول الليل، ليخلو المبنى صباح الثلاثاء بسبب تضرّره الشديد وتصاعد وتيرة الهجمات الجوّية، وتخوّفًا من استهداف المستشفى مباشرة، إذ “لم تسفر الغارة على المنزل الملاصق لها عن أيّ إصابات، كونه كان خاليًا”، ممّا عزّز تخوّفهم من عدوان محتمل على المستشفى مباشرة.
وخلال حديثه مع “المفكرة” مساء اليوم الأربعاء، كان الطبيب عباس لا يزال في سيّارته يخوض غمار رحلة التهجير إلى بيروت، سعيًا إلى تأمين مكان آمن له ولعائلته.
وكان قسم غسيل الكلى هو القسم الرئيسي في المستشفى، حيث تركّز عمله على خدمة مرضى الكلى في المنطقة، بينما يفتقر إلى الإمكانيات اللازمة للتعامل مع إصابات طارئة، عدا عن تقطيب الجروح البسيطة.
وبذلك يكون مستشفى بنت جبيل الحكومي أوّل مستشفى يخرجه العدوان الإسرائيلي عن الخدمة، بالتوازي مع تضرّر مستشفيات عدّة خلال موجة التصعيد الحاليّة. وتوثّقت “المفكّرة” من وجود أضرار في مستشفى نبيه بري في تبنين بسبب غارات اليوم، ومستشفى خروبي في الصرفند جرّاء غارات يوم أمس الثلاثاء. كما أُبلغنا عن غارات في محيط مستشفيَي راغب حرب في النبطية، واللبناني الإيطالي في صور. وقد سبق أن تعرّض مستشفى “الشهيد صلاح غندور” في بنت جبيل للاستهداف في تاريخ 27 أيّار 2024، ممّا أدّى إلى استشهاد حارس المستشفى ومدني آخر وإصابة 7 مدنيين و8 من العاملين الصحيين، وتدمير مدخل المستشفى وواجهته، وفقًا لتصريح وزير الصحة فراس الأبيض حينها. وأكّد تقرير سابق لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نشر في حزيران 2024 أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية أدّت إلى إغلاق 6 مراكز صحيّة في القرى الحدوديّة.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.