تصدّر طلاب عدد من المدارس والجامعات مشهد الشوارع في مدينة طرابلس. تحركوا باتجاه معاكس لقرار مؤسساتهم التربوية بمعاودة التدريس. يومهم بدأ باكراً ولكن خارج الصفوف، فتجمّعوا في ساحة عبد الحميد كرامي (النور) وانطلقوا في مسيرة جابت أحياء طرابلس.
“نحن أساس أي تحرّك في البلد، لأن ما يحصل مرتبط بمستقبلنا”، تقول سعاد (16 عاماً). ترتدي الطالبة في الصف الأول ثانوي زيّها المدرسي المقلَّم، وتحمل لافتةً كُتبَ عليها “يسقط النظام الطائفي”.
يوسف المصري (20 عاماً) طالب في الجامعة اللبنانية، أكد أن أكثر ما استفزه للمشاركة اليوم هو التسجيل الصوتي لرئيسة مدرسة رهبات عبرا الذي تضمّن تهديداً لمن ينوي من الطلاب المشاركة في التحركات: “انتهى الزمن الذي نقبل فيه أي تهديد أو تخويف، ومن حقنا أن نبني حياتنا، خاصة أننا نعتمد الأساليب السلمية”، وسأل يوسف “لماذا يواجهوننا بكل هذا الترهيب والتهديد؟”.
عدد من الأساتذة مشوا جنباً إلى جنب مع طلابهم في المسيرة. كلير ض. أستاذة في اللغة العربية شاركت في المسيرة، معبّرة عن فخرها بالجيل الجديد، مشيرةً إلى مسؤولية كبيرة تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم العالي في تطوير المناهج التربوية: “حان الوقت أيضاً ليكون لدينا كتاب تاريخ موحّد”.
المسيرة التي شارك فيها طلاب الجامعة اللبنانية، اللبنانية الدولية، العربية، المدينة (المنار سابقاً)، اللبنانية الفرنسية، بدأت من ساحة النور، وأكملت باتجاه إشارة عزمي ثمّ نقابة الأطباء وصولاً إلى سنترال الميناء ودائرة التربية، لتعود إلى نقطة الإنطلاق في الساحة عبر دوّار مستشفى النيني.
كذلك شارك طلاب مدارس روضة الفيحاء والإيمان والشويفات والإنجيلية في المسيرة مرتدين الزي المدرسي، ومرددين الهتافات وأبرزها “إنتو الحرب الأهلية ونحنا الوحدة الوطنية”.
أما الطلاب الذين لم يتمكنوا من المشاركة وبقيوا في صفوفهم، فقد تضامن معهم زملاؤهم تارة بالإعتصام أمام المدارس العاملة وأخرى بطرق مبتكرة. هكذا تجمّع طلاب مدرستي روضة الفيحاء والعزم أمام مدرسة راهبات العائلة المقدسة، مطالبين إدارة المدرسة بالسماح للأساتذة والتلامذة بالخروج. وسُجل مشهد لافت أمام مدرسة الروم في الزاهرية، إذ جرى تداول فيديو يُظهر شاحنة مع رافعة استخدمت لتنقل الطلاب من صفوفهم عبر نوافذ الصفوف إلى خارج المدرسة.
طلاب المنية أيضاً تحركوا أمام بعض المدارس وتوقفوا باعتصام احتجاجي أمام بلدية المنية.
وفي قلب الصرح الجامعي في البلمند، تجمّع عدد من الطلاب رافعين لافتات كتب عليها “نخسر ساعات علم ولا نخسر وطن” على وقع الأغاني الوطنية وسط انتشار عناصر من الجيش اللبناني.
تسكير دوائر ومقرات
بالتوازي مع تحرك طلاب الجامعات والمدارس، استمرت التحركات لتسكير الدوائر الرسمية والمصارف. واعتصمت مجموعة من المحتجين أمام مبنى أوجيرو في مرياطة وأخرجت الموظفين من مكاتبهم. كذلك جرى إغلاق أبواب فرع مصرف لبنان في طرابلس على وقع الهتافات المطالبة بمحاسبة الحاكم رياض سلامة وجميع المسؤولين الفاسدين.
سنترال الميناء الذي أصبح هدفاً يومياً للمحتجين جرى إغلاقه أيضاً ومنع الموظفين من إكمال دوام عملهم.
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.