
المصدر: الموقع الالكتروني لمحكمة العدل الدولية www.icj-cij.org
قدّم السودان في 5/3/2025 دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضدّ الإمارات العربية المتحدة، متهمًا إياها بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وجاء في الدعوى أنّ الإمارات متواطئة في الإبادة الجماعية التي تُرتكب ضدّ مجموعة “المساليت” العرقية في غرب دارفور بالسودان، حيث تستهدف ميليشيا “قوات الدعم السريع” أفراد هذه المجموعة بناء على هويّتهم العرقية ولون بشرتهم بهدف تدمير جزءًا منها.
وادّعى السودان بأنّ اتصالات وعمليات “قوات الدعم السريع” تُدار من الإمارات، وأنّ الأخيرة تقدّم الدعم المالي والسياسي والعسكري والإعلامي والدبلوماسي واللوجستي لها ولميليشيات أخرى نسب إليها السودان ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم أخرى منها القتل والتطهير العرقي والتهجير القسري للمدنيين والاغتصاب وحرق القرى والسرقة والتعذيب النفسي والجسدي.
وطلب السودان في دعواه من المحكمة إعلان اختصاصها للنظر في القضية باعتبار أنّ الدولتين طرفان في اتفاقية منع الإبادة. كما طلب منها الإعلان بأنّ الإمارات قد انتهكت ولا تزال التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة، إلى جانب انتهاكها للمادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة التي تلزم الدول بالمحافظة على السلم والأمن الدوليين. كما طالب بتعويضات من الإمارات لضحايا الحرب ولجمهورية السودان وشعبها عن الأضرار المعنوية والمادية التي تسببّ بها دعمها لـ “قوّات الدعم السريع”.
إضافة إلى ذلك، طلب السودان من المحكمة إصدار تدابير مؤقّتة تُلزم الإمارات باتخاذ جميع الإجراءات في سلطتها لمنع الأعمال الإبادية، وضمان عدم تقديمها الدعم أو التوجيه للميليشيات أو المنظمات أو الأشخاص التابعين لها لارتكاب أو محاولة ارتكاب أو التواطؤ في ارتكاب الإبادة الجماعية.
من جانبها، نفت الإمارات هذه الاتهامات، حيث صرّح مسؤول إماراتي بأنّ اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لا يعدو كونه “حيلة دعائية خبيثة” تهدف إلى تحويل الانتباه عن تواطؤ القوّات المسلحة السودانية المؤكّد في الفظائع التي لا تزال تدمّر السودان وشعبه. وأضاف أن الإمارات ستسعى إلى رد الدعوى فورًا، معتبرًا أن لا أساس قانوني لها.
يُذكر أنّ الحرب التي اندلعت في السودان في نيسان 2023 بين الجيش السوداني وميليشيا قوّات الدعم السريع أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين قسرًا. وكانت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة قد أشارت في تقرير صدر في كانون الثاني 2024 إلى مزاعم “موثوقة” تفيد بأنّ الإمارات العربية المتحدة قدمت إمدادات عسكرية إلى قوّات الدعم السريع السودانية عبر مهبط طائرات في تشاد.
متوفر من خلال: