الخطف وشباب الصليب الأحمر اللبناني وذاكرة الحرب


2012-08-28    |   

الخطف وشباب الصليب الأحمر اللبناني وذاكرة الحرب

في الأيام الأخيرة، شهد لبنان أحداثا وتحركات أعادت الى الأذهان مشاهد من الحرب. فشيوع الخطف ردا على الخطف الحاصل من منطلق عصبي، يذكر بداهة بصور الأمهات اللواتي يختزلن مآسيهن بصور تتكدس الواحدة الى جانب الأخرى ويصرخن ضد هذا الخاطف أو ذاك ممن تربع أو يتربع أو ما زال يتربع على قمة السلطة. وأيضا، وبما لا يقل أهمية، مسيرة "السلام" لشباب الصليب الأحمر اللبناني والتي جالت في 24-8-2012 في وسط بيروت بصمت وعلى ضوء الشموع. وأهمية هذا التحرك هو حصوله من قبل مؤسسة شكلت على مدى سنوات الحرب وجهها الانساني بامتياز، فضمدت الجراح من دون تمييز وكنست ما قدرت، رماد الكوارث.
ولكن، ورغم ذلك، تناول الاعلام هاتين الظاهرتين وكأنها أحداث منفصلة تماما عن الماضي. فكأنما ثمة تصميم على نسيان التاريخ وطمسه حتى حين يعود التاريخ فيكرر نفسه… فليس للذاكرة أن تغرف قيما من مآسي ذوي المفقودين ولا من تضحيات شباب الصليب الأحمر، الذاكرة السائدة هي ذاكرة الأبطال، ذاكرة أمراء الحرب وبطولاتهم. "فلا شيء في التاريخ سوى عظمة روما".
 

انشر المقال

متوفر من خلال:

غير مصنف



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني