قبل أن يرفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة التشريعية التي كانت منعقدة اليوم، معلناً إخفاق المجلس بالوصول الى إقرار مشروع سلسلة الرتب والرواتب، وبالتالي إحالة المشروع مجدداً الى اللجان النيابية المشتركة لإعادة دراسته، كان مجموعة من الناشطين في المجتمع المدني يتجمهرون في ساحة رياض الصلح، وسط تدابير أمنية مشددة، ينددون بإخفاقات المجلس ويرفضون التمديد له.
اذ نفذ الحراك المدني للمحاسبة تحركاً رمزياً بالتزامن مع انعقاد الجلسة النيابية. وحتى لا تبدو الوقفة الرمزية جافة ومكررة لنفسها، عمد المحتشدون الى تقديم سيناريو كوميدي يعكس تراجيديا الحالة التي يعيشها المواطن اللبناني في كنف دولة "الفراغ والتمديد".
في البداية يقترب مجموعة من الناشطين في البزات الرسمية، يضعون ربطات عنق تحمل ألوانا مختلف الكتل النيابية من الأخضر، الى الأصفر، والأزرق، والبرتقالي… ويضعون على رؤوسهم جوارب شفافة كما يفعل اللصوص ونظارات شمسية قاتمة تخفي عيونهم، كما يدخن بعضهم "السيجار".
يحمل أصحاب البزات السوداء بأيديهم أكياس قمامة سوداء حملت كتابات تتناول حقوق المواطن اللبناني من الكهرباء الى الماء والدواء وغيرها، فيما كُتب على صدورهم تعبير " نائب ممدد لنفسه".
يتجمع حولهم باقي المشاركين في "التحرك" ويبدأون بإطلاق الصيحات المنددة بالتمديد وبإخفاقات النواب، فترتفع انوفهم نحو السماء ويظهرون عنجهية ليست بعيدة عن اولئك المحتلين للمجلس النيابي منذ أكثر من عام ونيّف.
لقد حاول المشرفون على الحراك عبر هذا السيناريو، إظهار أن من يتولى زمام السلطة التشريعية اليوم هم مجموعة من اللصوص الذين يصادرون أبسط حقوق المواطن اللبناني كالحق في الإنتخابات النيابية والطبابة والاستشفاء والكهرباء والمياه وهم يسعون الى التمديد لانفسهم على الرغم من كل الإخفاقات التي إرتكبوها ومازالوا يرتكبونها.
ثم يتحدث كلود جبر باسم الحراك المدني للمحاسبة فيقول: "نحن نحتج كلبنانيين ولبنانيات على الاوضاع المتردية، ونخاف على أبنائنا وأمتنا وحقوقنا ونحتج لأننا ندور في حلقة مفرغة، ولأن قرارنا مسلوب ورأينا لا يؤخذ به".
وأضاف:"أخذتم بلدنا رهينة لأهواء واتفاقات الخارج على حسابنا، من هنا نطالب بإنتخابات نيابية تسمح للبنانيين باختيار من يريدون، أنتم منتحلو صفة نواب ونحن بدأنا المحاسبة ونأمل من كل اللبنانيين الإنضمام الينا".
أنهى كلود كلمته قائلاً:"فرغتم كرسي الرئاسة وتعملون على إفراغ الجمهورية"، ثم جاء الناشط الإجتماعي "أيمن دندش" ممثلاً المواطن اللبناني بشكل عام ، حاملاً بيده حبلاً ، قام بعقده بقوة على أيدي الشباب الذين يلعبون أدوار "نواب الأمة" واقتادهم نحو البعيد في إشارة الى ان وحده المواطن اللبناني قادر على المبادرة وكبح جماح النواب الممدين لانفسهم وإيقافهم عند حدودهم ومنعهم من سرقة حقوقه.
الصورة من أرشيف المفكرة القانونية
متوفر من خلال: