“

وفي اليوم الرابع عشر لانتفاضة وثورة الشارع اللبناني، وبعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ونزولا عند رغبة قيادة الجيش اللبناني بفتح الطرقات أمام المواطنين، فتح الأوتوستراد الساحلي لمنطقتي الزوق وغزير على ساحل كسروان بشكل كامل. أُزيلت كل الخيم  والعوائق والسواتر الترابية التي قطعت الطريق طوال أيام الثورة، ولم يبق منها الا الكتابات والرسوم المعبرة عن وجع وسخط الشارع.

14 يوم من الإعتصام وإقفال الطرقات انتهى صباح أمس بهدوء وكأن شيئا لم يكن. عادت حركة السير الى طبيعتها بمواكبة من قوى الأمن الداخلي وآليات الجيش وأفراده الذين وقفوا حاجزا منيعا على جانب الطريق بين المتظاهرين والمارة ربما منعا لأي تلاسن.

وكان المتظاهرون قد فوجئوا بقرار الإنسحاب من الشارع، حتى أن بعضهم شعر بخيبة أمل لأن الهدف لم يكن فقط استقالة الحكومة بل “المحاسبة” أيضا، بحسب ما عبر داني الذي كان يلملم أغراضه بحسرة. هذا ووعد الخارجون من الشارع بالعودة اليه مجددا بعد انتهاء المهلة التي أعطوها لتشكيل حكومة تكنوقراط، خاصة اذا لم تأت على قدر آمالاهم وتطلعاتهم لبناء لبنان جديد. وشكرت رانيا الجيش على جهوده، لافتة الى أنها تترقب حاليا تشكيل الحكومة الجديدة، ومشيرة الى أنه مخطىء من يظن أن الأمور عادت الى مسارها الطبيعي وكأن شيئا لم يكن. وعبر أحد المارة عن فرحته لفتح الطريق أخيرا والذي جاء كمتنفس للشارع، انما أمل أن تكون رسالة الشعب قد وصلت بعدما فرضت تحركاته استقالة الحكومة.

من جهة أخرى، عمد المتظاهرون على أوتوستراد غزير وبعد إزالة كل العوائق، الى توزيع الورود على المارة كلفتة تضامن معهم واعتذار غير مباشر عن الأيام التي عانوا فيها من قطع الطريق.

هذا ويبقى الترقب عنوانا أساسيا عند المتظاهرين للمرحلة المقبلة، وإلاّ العودة الى الشارع واردة في أي لحظة.

“