البقاع العاري يواجه العدوان وحيدًا: رفع الرّدم بالأيادي ونقل الجرحى 70 كلم للعلاج


2024-09-26    |   

البقاع العاري يواجه العدوان وحيدًا: رفع الرّدم بالأيادي ونقل الجرحى 70 كلم للعلاج
شعث - أعمال البحث عن الضحايا بالأيدي

بقي العدوان الإسرائيلي على البقاع محدودًا مقارنة بجنوب لبنان لغاية 23 أيلول الجاري، تاريخ انفلات الإجرام الإسرائيلي متسبّبًا بسقوط نحو 170 شهيدًا و7 مفقودين خلال الأيام الأربعة الأخيرة ولغاية الساعة في المنطقة من الحدود السورية في قضاء الهرمل، مرورًا بالبقاع الأوسط وصولًا إلى سحمر ويحمر في البقاع الغربي، على كتف الجنوب. يضاف إليهم مئات الجرحى، بعضهم حالته خطرة، عدا عن جرحى تفجير الأجهزة في 17 و18 أيلول وقد لامس عددهم أكثر من مئة إصابة في العيون والأيادي. 

وتحصي مصادر أمنيّة نحو 300 غارة إسرائيلية استهدفت البقاع في هذه الأيام الأخيرة، بينها 60 غارة في الليلة الماضية وحدها، منها 40 غارة على مدينة بعلبك ومحيطها. وأوقع العدوان مجازر كبيرة اختلط فيها دم الشهداء من لبنانيين وسوريين، منها مجزرة يونين التي استشهد فيها 23 سوريًا يسكنون في مبنى قرب محطة النمر، فيما نجا أربعة، يشاركونهم السكن وأصيبوا بجراح بعضها خطر، ومعهم جريحين لبنانيين، وآخر في مزرعة للدواجن مع ابن عرسال العشريني كمال خالد البريدي، إضافة إلى 9 شهداء سوريين في قليا وشهيد سوري في الهرمل.  

ومع مجزرة يونين أدت الغارات على بوداي إلى سقوط 26 شهيدا، و10 شهداء من آل الحاج حسن (عائلة واحدة) في وادي الرعيان بين شعت وعرسال، ومعهم 4 شهداء في شعت نفسها و11 شهيدًا في الكرك بينما ما زال خمسة أشخاص في عداد المفقودين في موقع الغارة التي استهدفت تجمّعًا من عائلة واحدة من آل شعيب خلال تقبّلهم العزاء بوفاة أحد أقاربهم.

الكرك – أعمال رفع الرّدم

والعدوان على البقاع، وخصوصًا في بعلبك الهرمل، الذي تغيب تغطيته بشكل جدّي عن معظم وسائل الإعلام، لا يقتصر على الشهداء، بل يعيد طرح معاناة المنطقة وأهلها الذين غالبًا ما يقتلهم الإهمال وعلى رأسه غياب الحق في الصحة والعناية الطبية، ومعه اليوم وضع المنطقة فعليًا، وليس بالخطط الإعلامية فقط، على خارطة الاستجابة للكوارث العدوان وجرائمه. 

وتؤكّد مصادر معنيّة بالملف الصحّي في المنطقة لـ “المفكرة القانونية” غياب الإمكانيات الطبّية الفعّالة للتعامل مع العدوان، خصوصًا في قضاء الهرمل، حيث يتمّ نقل جميع الحالات المعقّدة خارج المدينة بالرغم من وجود مستشفيين خاصيّن ومستشفى حكومي فيها. وعليه، على سبيل المثال لا الحصر، بلغت حصيلة انفجار أجهزة البيجر في 17 أيلول الجاري 30 إصابة في الهرمل تمّ نقل كلّ إصابات البتر والعيون خارج المنطقة لتعذّر علاجها في مستشفياتها، إضافة إلى نقل 11 مصابًا من أصل 14 في تفجيرات الأجهزة اللاسلكية في 18 أيلول. 

ومنذ الإثنين الماضي ولغاية الساعة تم نقل كل الإصابات الخاصة بالشرايين والأعصاب والبتر والرأس إلى خارج الهرمل، حيث لا إمكانيات سوى لبعض عمليات وقف النزيف وإنقاذ الحياة لتأمين نقل المصابين من دون فقدانهم حياتهم على الطريق، إذ تبعد الهرمل 60 كيلومترًا عن بعلبك ونحو 70 كيلومترًا عن أقرب مستشفى تعتبر الأكثر فعالية مقارنة بالموجود، ومائة كيلومتر عن زحلة.   

موقع استهداف الحدود اللبنانية السورية عند معبر مطربا

ومع الوضع الصحّي، يفتقد الدفاع المدني في المنطقة لأي تجهيزات بالآليات الثقيلة التي يُعتمد عليها في رفع أنقاض دمار الغارات الكبير، والذي يدلّ انتشال العديد من الشهداء أشلاء، ومعه حجم الدمار، على قوّة الأسلحة المستعملة. وعليه تنتظر البلدات التي تتعرّض للقصف العدواني الإسرائيلي نقل المعدّات الثقيلة القليلة المتوفرة من مناطق أخرى، معظمها إمّا خاص أو تابع  لمؤسّسات حزبية، على الكميونات الحاملة (بلاطة) وقد يستغرق الأمر ساعات. في هذه الأثناء ينكب أهالي البلدات المستهدفة محاولة إزالة الردم لإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء مستخدمين أيديهم والمعاول، وهو ما أدّى على سبيل المثال إلى انتشال بعض الجثامين بعد يوم أو يومين على الغارات، والبحث عن مفقودين لأيام.    

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني