الانتخابات البلدية التونسية: نجاح ديمقراطي جديد رغما عن عزوف انتخابي مقلق


2018-05-07    |   

الانتخابات البلدية التونسية: نجاح ديمقراطي جديد رغما عن عزوف انتخابي مقلق

أكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس أن مكاتب الاقتراع للانتخابات البلدية التي أقفلت أبوابها في تمام الساعة السادسة مساء يوم 06-05-2018 تقدم لها مليون و796 ألفا و154 ناخبا من ضمن عموم المسجلين في لوائح الناخبين والبالغ عددهم 5 ملايين و369 ألفا و892 ناخبا. ويستفاد من هذه المعطى الإحصائي  أن المسجلين في لوائح الناخبين والذين يمثلون ثلثي من يحق لهم الانتخاب فقط لم يشارك منهم في العملية الانتخابية إلا 33،7%. وعليه، تقارب نسبة المشاركة العامة في الانتخابات البلدية 21% من عموم الجسم الإنتخابي المقدر بثماني ملايين مواطن.

على مستوى ثان، كشفت نتائج أولية غير رسمية لفرز الأصوات وتقديرات صادرة عن مراكز سبر الآراء أن 72% من الناخبين صوتوا لمرشحي الأحزاب السياسية، فيما اختار 28% منهم[1] أن يعطوا ثقتهم لقائمات مستقلة في عملية انتخابية يصفها كل من شارك فيها على كونها دارت في كنف مناخ ديمقراطي يجعلهم يقبلون بنتائجها رغم بعض مؤاخذاتهم على بعض المخالفات التي تمت خلالها.

كانت بالتالي أول انتخابات بلدية تجري بعد الثورة التونسية محطة جديدة لممارسة الفعل الديمقراطي الانتخابي. وهو نجاح على أهميته لا يجب أن يحجب خطورة الرسائل التي أرسلها من عزفوا عن المشاركة في الانتخابات لعموم النخبة السياسية التونسية. فنسبة المشاركة في الانتخابات البلدية تعدّ الأضعف في تاريخ محطات الانتخابات العامة لتونس بعد الثورة[2]. ويذكر هنا أن  فئة  الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و35 سنة كانوا الأكثر عزوفا عن المشاركة في المسار الانتخابي. ويعد هذا مؤشرا خطيرا يتعين التنبه له.

لم يمنع انطلاق مسار الانتقال الديمقراطي التونسي منذ بداية سنة 2011 من تواتر سنوي لاضطرابات  اجتماعية عنيفة كان الشباب محركها بما يؤشر على غربته عن المسار السياسي الذي عجز عن التواصل معه. وكان يؤمل أن تؤدي النسبة الهامة لترشح الشباب للنزال الانتخابي البلدي والتي تجاوزت 52% لانطلاق المصالحة المرجوة بين الحياة السياسية والشباب. لكن ذلك لم يتحقق آنيا وينتظر لاحقا أن يلعب من نجح من الشباب في الانتخابات دورا هاما في تحقيقه. كما ينتظر من الناجحين في الانتخابات البلدية في عمومهم وبعيدا عن تصنيفاتهم السياسية والحزبية أن يعطوا خلال ذات المدة الانتخابية مثالا على حسن إدارة المرفق البلدي طلبا لاستعادة الثقة العامة في عملية سياسية تثبت رغم هناتها في كل محطة من محطاتها أنها تتقدم بتونس نحو مستقبل ديمقراطي.

 

 


[1]   نتائج سبر أراء  سيقما كونساي

[2]   خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لسنة 2011 كانت نسبة المشاركة في حدود 49 % من المسجلين اختياريا وآليا في السجل الانتخابي  وبمناسبة  الانتخابات التشريعية لسنة 2014 بلغت نسبة المشاركة 60 %

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، تونس ، دستور وانتخابات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني