الاختبار أو الـtesting: كيف نثبت التمييز العنصري؟


2013-04-03    |   

الاختبار أو الـtesting: كيف نثبت التمييز العنصري؟

احدى أكبر الصعوبات التي تواجهها مكافحة التمييز العنصري تكمن في اثبات الدافع التمييزي والمتمثل في باعث الفاعل الخفي. فكيف نثبت أن مؤسسة ما رفضت استقبال زبون ما أو توظيف أجير ما بسبب لون بشرته وليس لسبب مشروع آخر[1]؟ وبالفعل، ما تزال صعوبة الاثبات أحد العوائق الأساسية لمكافحة التمييز، وذلك حتى في التشريعات الأكثر تشدداً في هذا الشأن. وتذليلا لهذه الصعوبة، بادرت جمعيات متخصصة في محاربة التمييز الى اعتماد وسيلة جديدة هي الاختبار أو الـtesting، وقد قبلت بها المحاكم الفرنسية في أوائل هذا القرن بصحتها[2]. وهذا ما اعتمدته جمعية مناهضة العنصرية في لبنان[3]في مجالات معينة، منها اختبار المسابح.
 
والـtesting هو عبارة عن كمين يقوم به أفراد من المجتمع لإثبات ممارسات عنصرية لمؤسسات معينة من خلال رصد معاملتهن للزبون “المختلف” الذي يتميز عن أكثرية أفراد المجتمع لسبب ملازم لشخصه كالأصل أو لون البشرة مثلاً. فالدافع التمييزي يظهر جلياً عندما ترفض المؤسسة، وفي الوقت عينه، استقبال الزبون “المختلف” في حين تسقبل زبائن آخرين. واللافت في الـtesting أنه يشكل كمينا مدنيا، تتمكن من خلاله مجموعات أو قوى اجتماعية أو أفراد من اداء دور الشرطة المتقاعسة أو العاجزة عن ضبط مخالفات مماثلة، على نحو يؤدي الى اخراج سياسات مكافحة التمييز من اطار الحماية الشكلية التي لا تردع في اتجاه تفعيلها على أرض الواقع.

نُشر في العدد الثامن من مجلة المفكرة القانونية


[1]وصول احدهم في حالة سكر مثلاً
[2]Cass. crim., 11 juin 2002, Bull. crim, n° 131; D. 2002, IR p. 2657; Rev. science crim. 2002, p. 879, obs. J.-F. Renucci.
[3]لا سيما في قضية راحل أبيبي اندالي ضد مسبح السان جورج – تراجع المقابلة التي اجرتها المفكرة القانونية بهذا الشأن
انشر المقال

متوفر من خلال:

مساواة ، لبنان ، مقالات ، لا مساواة وتمييز وتهميش



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني