في استهداف جديد للمدنيين والسلطات المحليّة، شنّت إسرائيل اليوم الأربعاء 16 تشرين الأوّل، سلسلة من الغارات على مدينة النبطيّة مستهدفةً مبنيي البلدية واتحاد بلديّاتها.
وقالت وزارة الصّحة إنّ الغارات أدّت إلى سقوط 6 شهداء و43 جريحًا في حصيلة أوليّة، ولا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرّة بحثًا عن مفقودين.
ومن بين الشهداء رئيس بلدية النبطية أحمد كحيل والعضو صادق عيسى ومسؤول الإعلام محمد بيطار والموظفان قاسم حجازي ومحمد زهري، بالإضافة إلى عنصر في الدفاع المدني كان متواجدًا لـ” تأدية واجبه الوطني” كما جاء في بيان للدفاع المدني.
وأشار مصدر من الدفاع المدني لـ “المفكرة” إلى أنّ خمسة عناصر من الدفاع المدني أُصيبوا أثناء قيامهم بواجبهم في محيط السراي الحكومي.
وأوضحت محافِظة النبطيّة هويدا الترك لـ “المفكرة” أنّ العدو الإسرائيلي شنّ صباحًا 11 غارة إسرائيلية استهدفت بشكل رئيسي مدينة النبطية ما شكّل حزامًا ناريًّا وأدّى إلى تضرّر السراي الحكومي في النبطيّة حيث الخليّة الرئيسيّة لإدارة الأزمة.
واعتبرت الترك أنّ ما حصل هو استهداف مباشر للبلديّة وخليّة إدارة الأزمة التي تؤمّن مساعدات للعديد من الأسر النازحة في المنطقة وحيث يقصدها المدنيون بشكل يومي، مشيرة إلى أنّ لهذا الاستهداف أبعادًا كثيرة فهو استهداف مباشر للمدنيين وللسلطة المحليّة والإدارات العامّة.
ودان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي استهداف مبنى البلدية ومحيطه مُشيرًا إلى أنّ الاستهداف حصل أثناء تنسيق أعمال الإغاثة وتجهيز المساعدات لتوزيعها على الأهالي المتواجدين في مدن وقرى المنطقة والصامدين في وجه ما يتعرضون له من حرب عليهم وعلى لبنان.
وأشار مصدر في خليّة الأزمة في النبطيّة لـ”المفكرة” إلى أنّ مبنى البلديّة يشهد حركة يوميّة من المواطنين، وأنّ موظفيه حاضرون ولاسيّما الطواقم الإداريّة وعمّال الصيانة والأشغال الذين يقومون بفتح الطرقات بعد القصف مُشدّدًا على أنّ بلديّة النبطيّة هي مركز محافظة وبالتالي فيها التجهيزات الأساسيّة.
وتعمل بلديّة النبطيّة منذ توسّع العدوان على تأمين وعبر خليّة الأزمة الخبز والأدوية لتقوم بتوزيعها على النازحين إليها ومن بقي من السكّان.
توزيع الأغذية في أيلول أمام البلديةتجميع الخبز داخل البلدية قبل توزيعهصورة انتشرت للشهيد صادق عيسى يطعم القطط في النبطية
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية قبل ظهر اليوم أيضًا، حسب الوكالة الوطنيّة للإعلام، غارات مستهدفة “سنتر فران” وسط السوق التجارية ومبنى مكتبة النور على طريق الجامعات في المدينة.
والسبت الماضي في 12 تشرين الأوّل، شنّت إسرائيل سلسلة غارات عنيفة استهدفت سوق المدينة ما أدّى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه.
ويعد مبنى البلديّة في مدينة النبطيّة رابع مبنى بلدي تستهدفه إسرائيل بشكل مباشر بعد مبنى بلديات كلّ من كفركلا (قضاء مرجعيون) وبنت جبيل (قضاء بنت جبيل) وقليا (البقاع الغربي) بالإضافة إلى مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في برعشيت.
وأحمد كحيل هو ثالث رئيس بلدية يستشهد منذ بداية العدوان في الثامن من تشرين الأول 2023، إذ كان استشهد كلّ من رئيس بلدية حناويه علي تاج الدين ورئيس بلدية الشهابيّة مهدي تاج الدين.
تندرج الإدارات الرسمية والعاملين فيها من ضمن المؤسّسات والأعيان المدنية التي يحظر القانون الدولي استهدافها. وقد لمّح المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي إلى الهجمات على النبطية مستخدمًا كعادته حجّة “الدروع البشرية” لتبريرها. وبغضّ النظر عن الحجج التي تسوقها إسرائيل لتبرير جرائمها في حق المدنيين، يشكّل حصول هذه الهجمات في أوقات العمل ومن دون أي إنذار سابق انتهاكًا صارخًا لمبدأي الوقاية والتناسب.
رئيس البلدية أحمد كحيل متوسّطًا باقي الشهداء من أعضاء وموظفي البلدية
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.