إعتداء حارس بلدي على معوّق عقلي: البلدية تبرر، والنيابة العامة لا تحرك ساكنا


2016-10-25    |   

إعتداء حارس بلدي على معوّق عقلي: البلدية تبرر، والنيابة العامة لا تحرك ساكنا

بتاريخ 20/10/2016 عرضت قناة الجديد في نشرتها المسائية مقطع فيديو يظهر شرطياً من بلدية مشحا العكارية يقوم بالإعتداء بالضرب على معوق بعد أن قام بتقييده بشاحنة نقل pick up وذلك على مرأى من عدد من أبناء البلدة الذين لم يحرك أحدهم ساكناً وإنما اكتفوا بالضحك. وفي تفاصيل الفيديو الذي انتشر أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر شرطي البلدية المدعو سعيد علوش وهو يقوم بصفع المعوق مصطفى الزعبي بوحشية كبيرة. وبينما بدا الأخير متألماً من الصفعات وعاجزاً عن الحراك، كان البعض ممن تجمع حوله يسخرون منه مبتهجين بما يلقاه من تعذيب. وحين قال أحدهم للشرطي :"حرام عليك". رد الأخير:" طول بالك، بعد ما شفت شي"، وفي مكان آخر قال للمعوق:"والله لإهريك هري".

وفي اتصال مع رئيس بلدية مشحا خالد عبدالقادر الزعبي للاستيضاح حول ملابسات هذه الحادثة والإجراءات المزمع اتخاذها من قبل البلدية إزاء هذا الشرطي الذي من المفروض ان مهمته هي تأمين حماية الناس وليس الاعتداء عليهم وانتهاك كرامتهم الانسانية، أشار إلى أن البلدية أصدرت بياناً حول الأمر، معتبراً أن الإعلام قام " بتضخيم الموضوع وإعطائه أكبر من حجمه، فهذا "المعاق" معروف بالضيعة بلسانه السليط ويتلفظ بالشتائم طوال الوقت". وأضاف أن البلدية لن تتخذ أي إجراء بحق الشرطي لأن المعتدى عليه  "يمضي نهاره مع هذا الشرطي. هو دائما يأخذه معه في سيارة الـrapide، وأهله كلما  أضاعوه يطلبون منه أن يعثر عليه. وهو يعطف عليه ويطعمه". الزعبي اعتبر الحادثة مجرد "مزاح" رداً على "لسانه الزفر" وقال: "كانوا يمزحون معه. لم يتوقعوا أن أحداً يقوم بالتصوير وسينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هي مجرد مزحة ببساطة".

ولفت إلى "أنا لو لم أكن أعرف هذا الشرطي وأعرف أنه يحنّ عليه ويعطف عليه كنت عاقبته وأقمت الدنيا ولم أقعدها، فأنا لا أرضى بهذا الأمر بتاتاً". مشيراً إلى أن "هذا المشهد كان مؤذيا جداً لمن ينظر إليه من خارج "مشحا" وغير مقبول ولكن بالنسبة لنا نحن في المنطقة فنحن نعرف بعضنا ونعرف التفاصيل. هم متعودون على المزاح معه لذلك أحداً لم يهتم بمساعدته".

إذاً هي مجرد "مزحة" أن يقوم رجل بكل قواه الجسدية والعقلية بربط إنسان ضعيف يعاني بشهادة أهالي المنطقة من إعاقة عقلية وضربه بشدة لمجرد أنه تلفظ بكلام بذيء لا يدرك ماهيته، أو أن يقوم بانتهاك كرامته الإنسانية. الأسوأ من ذلك هو التسامح معه بحجة أنه يقوم بإطعامه. فهل إشباع الإمعاء يجيز لصاحب الفضل انتهاك كرامة من ينعمون بأفضاله وتعذيبهم أمام الملأ؟ المئات من النساء يتعرضن يومياً للعنف من قبل أزواجهن الذين يقومون بإطعامهن وإعطاءهن المال، فهل نبرر في هذه الحالة للأزوج ضربهن؟ أسئلة نطرحها برسم النيابة العامة التمييزية والاستئنافية في الشمال، منعا للتعسف والإستغلال.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني