عند الساعة الثانية من بعد ظهر الخميس 3/9/2015 بدأت مجموعة من الناشطين في المجتمع المدني إضراباً عن الطعام، وذلك للضغط على وزير البيئة محمد المشنوق لتقديم استقالته. ويأتي هذا التحرك بعد يومين على الاعتصام الذي نفذته مجموعة من الناشطين داخل مبنى وزارة البيئة في بيروت قبيل انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي أعطتها حملة "طلعت ريحتكم" للحكومة لتنفيذ مطالبها، والذي قوبل بقمع عنيف مورس من قبل الأجهزة الأمنية على الناشطين والاعلاميين في آن.
اذاً أمام مبنى وزارة البيئة في العازرية نصب الناشط وارف سليمان خيمته وعلق ورقة كتب عليها "إضراب عن الطعام"، ثم انضم اليه لاحقاًعدد من الشبان فأعلنوا تضامنهم معه وبدأوا الإضراب عن الطعام الى حين إستقالة المشنوق.
وفي حديث الى "المفكرة القانونية" قال وارف سيلمان:" بدأت مساء الأمس إضرابي عن الطعام وجئت اليوم الى هنا عند الساعة الثانية والنصف وسأبقى هنا الى حين استقالة الوزير وانا على اقتناع انه سيقف الى جانبنا". يتأمل وارف بأن الوزير المشنوق سيتجاوب مع الخطوة التي قام بها والتي يعتبرها جزءاً من خطوات المجتمع المدني التصعيدية علماً انه يصر على اعتبارها مبادرة فردية لا علاقة لها بالحملات المدنية التي تعمل على ملف النفايات. ويقول:" كلهم أخواتي ويمثلونني ولكن هذه المبادرة فردية وتصب في القضية عينها نحن اليوم ستة أشخاص الى حين ينضم إلينا الوزير ويلبي مطالبنا". واعتبر ان "الخطوة تعد جزءً من معركة كبيرة يقوم بها أناس مؤمنون بالتغيير".
انضم محمد مغربل الى خيمة الاضراب ليتضامن مع صديقه وارف وعن ذلك تحدث قائلاً:" نزلنا الى الشارع لم يسمعوننا. اعتصمنا سلميا في وزارة البيئة لم يسمعونا. استخدمنا كل الوسائل المتاحة ولكنهم لم يردوا علينا. اليوم هذا الاضراب هو خطوة أخرى نقوم بها للضغط في سبيل تحقيق مطالبنا. فقد أصبحنا أمام خيار إما ان نموت بالنفايات والأمراض أو نعلن إضرابنا عن الطعام. وهم إذا كان لديهم ضمير المفروض ان يتحركوا ويستجيبوا لمطالبنا".
بدوره صلاح جبيلي يؤكد على ما قاله رفيقاه ويضيف قائلاً: "بدأنا الاضراب حتى استقالة وزير البيئة وإلاّ فليتحمل مسؤولية ما سيحصل لنا".
وتجدر الإشارة الى ان عدد الشبان الذين انضموا الى سليمان بلغ 12 شخص مساء وهم: محمد حركة،صلاح جبيلي، أحمد المصري، علي حموش، حسين مبارك، وارف سليمان، محمد عوالي، داني سليمان، أحمد مجذوب، زين ناصر الدين، حسن قطيش ومحمد مغربل.
تعد ظاهرة الاضراب عن الطعام من الوسائل الرائجة عبر العالم التي تستخدم للضغط في سبيل قضية ما ولعل أبرزها ما يعرف بـ "معركة الأمعاء الخاوية" التي يلجأ اليها الفلسطينيون الأسرى في السجون الإسرائيلية والتي أسهمت بتحرير العديد منهم. اليوم يلجأ مجموعة من الشباب اللبنانيين الى انتهاج الأسلوب عنه فهل تتحرر مطالبهم من نير نظام فاسد؟
الصورة من أرشيف المفكرة القانونية، تصوير علي رشيد
متوفر من خلال: