من تبقى من عناصر الدفاع المدني في المركز يؤدون التحية فوق ركامه
كان رئيس المركز الإقليمي للدفاع المدني اللبناني في بعلبك بلال رعد يزوّد المتطوعة في الدفاع المدني، لارا كركبا، بآخر إحصائيّات الغارات الإسرائيليّة على قرى وبلدات قضاء بعلبك، عندما تصاعدت وتيرة القصف، وشوّشت على خط الهاتف الأرضي. اتصل رعد عبر الجهاز الرباعي بلارا مجددًا ليستكمل الجرْدة اليومية لمهام المركز المسؤول عن 15 مركزًا للدفاع المدني اللبناني في محافظة بعلبك الهرمل. خلال المكالمة أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة شمسطار وحوش النبي. وبعد ثوانٍ قليلة، سمعت لارا صوتًا يشبه صوت الصاروخ وانقطعت المكالمة. حاولت ثلاث مرات الاتّصال على الخطّ الأرضيّ والرباعي والخلوي لـ “الريّس”، من دون جدوى. هاتفت والدها حسين كركبا على الخلوي والرباعي، وهو متطوّع في المركز نفسه، ولم تفلح. كذلك فعلت مع كل زملائها من العناصر الـ 15 الذين تعرف بتواجدهم في المركز عند الساعة الثامنة من مساء الخميس 14 تشرين الثاني 2024، لحظة العدوان الإسرائيلي عليهم.
مع محاولات لارا معاودة الاتصال بالمركز جاء الخبر المفجع: إسرائيل استهدفت مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك ودمّرت طوابقه الثلاثة على رؤوس عناصره. لاحقًا سنعرف أنّ صاروخي الطيران الحربي الإسرائيلي اللذين أصابا المركز، أدّيا إلى استشهاد 14 عنصرًا من الموجودين، وفق بيان المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني، فيما نُقل المتطوّع عبده شبلي إلى مستشفى بعلبك الحكومي مصابًا بجراح بالغة. وأدّى الهجوم أيضًا بحسب المديرية، إلى تدمير آليات عائدة للمركز، من صمنها 3 آليات إطفاء وآلية لرفع الأنقاض.
وكانت إسرائيل قد استهدفت بعد ظهر اليوم نفسه (الخميس 14 تشرين الثاني) وبشكل مباشر مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة عربصاليم، جنوب لبنان، فاستُشهد 4 مسعفين. ومع تقصّد اغتيالها 18 مسعفًا ومُنقذًا في يوم واحد، ارتفعت حصيلة استهداف إسرائيل للعاملين في القطاع الصحّي في سياق عدوانها على لبنان، على مدار عام و38 يومًا، إلى 210 شهداء و309 جرحى.
وتستكمل إسرائيل، باستهدافها المركز الإقليمي للدفاع المدني اللبناني في دورس-بعلبك، عدوانها على محافظة بعلبك الهرمل، وسعيها لمنع أعمال الإنقاذ والإسعاف كما فعلت في منطقة جنوب الليطاني. ويؤكد هذا المنحى ارتفاع وتيرة الاعتداءات ومعها أعداد الشهداء والجرحى في المحافظة التي تعرضت لـ 1176 غارة معادية، مما أسفر عن سقوط 824 شهيدًا و1389 جريحًا، لغاية مساء الخميس 14تشرين الثاني، قبل إحصاء شهداء الدفاع المدني في بعلبك.
ولغاية الخميس أدّت الهجمات الإسرائيلية إلى سقوط 27 شهيدًا من الدفاع المدني اللبناني وتدمير كلّي لخمسة من مراكزه وتدمير جزئي لـ 15 إلى 20 مركزًا، بالإضافة إلى خروج 42 من آلياته عن العمل.
وإثر انتشار خبر استهداف المركز الإقليمي للدفاع المدني في دورس، بعلبك، حتى ازدحمت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات فحواها “من ينقذ اليوم من كانوا ينقذون الجميع”، ومن “يلملم أشلاء من كانوا يلمّون الشهداء والجرحى”، في إشارة إلى الدور الكبير الذي كان يؤدّيه المركز وعناصره في إنقاذ ضحايا العدوان الإسرائيلي رغم النقص الفادح في تجهيزات مراكزهم وخصوصًا في بعلبك الهرمل، وتحديدًا افتقارها إلى الآليات الكبيرة المستخدمة في رفع الأنقاض وإزالة الركام.
في الإطار عينه، وعند التاسعة من صباح أمس الجمعة، نعى محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر رئيس المركز الإقليمي للدفاع المدني اللبناني بلال رعد على منصّة “إكس” بالقول “كنت أتّصل بك بعد كل غارة لمتابعة رفع الأنقاض، وفي كل مرة كنت تسبق اتصالي إلى المكان المستهدف، بمن سنتّصل الآن؟ ومن سيرفع الأنقاض؟ ومن سيُطفئ حرائق اشتعلت في قلوبٍ استهدفها العدوان؟ رئيس مركز الدفاع المدني في محافظة بعلبك الهرمل الشهيد البطل بلال رعد الرحمة لك ولرفاقك”.
والمحافظ خضر ليس الوحيد الذي نعى نخوة عناصر الدفاع المدني في المركز ورئيسهم، بل قضاء بعلبك كلّه. يروي أحد وجهاء المنطقة لـ “المفكرة” أنّ أحد المراكز، من 15 مركزًا تابعًا للمركز الإقليمي، امتنع عن التوجّه في مهمّة صعبة بعد عدوان إسرائيلي عنيف على إحدى المناطق. سطّر رعد بالمركز إخبارًا إلى المديرية في بيروت وتمّت معاقبة المسؤولين عن هذا القرار.
الخارجون إلى مهامهم باللحم الحي
عناصر الدفاع المدني في بعلبك، كما يقول جيران المركز من الأهالي، يعملون في ظروف صعبة، تشبه حال البلاد ويكافحون بـ “اللحم الحيّ، سياراتهم بعضها مكسّر، وعدد كبير منها في حالة تصليح دائم، ليس لديهم آليات كبيرة تساعدهم في الحفر ورفع الأنقاض في محافظة كبيرة تتعرّض للقصف العنيف والمجازر كلّ يوم، حتى المازوت كانوا يتزوّدون به من الجيش”. أما مركزهم ورواتبهم فـ “حدّث بلا حرج، ما عندهم كنبة وحدة يستريحوا عليها، ما عندهم برّاد يحطوا فيه لقمة أكل حتى ما تفسد وهن عم يناموا بالمركز، عايشين فيه ليل نهار حتى ما يقصّروا بحق الناس، معظم الشهداء ما لحقوا يفرحوا بتثبيتهم في آب 2023، بعد سنوات طويلة من التطوّع والتضحيات، برواتب بالكاد تؤمّن الحدّ الأدنى من مستلزمات العيش وخصوصًا لمن لديهم عائلات وأطفال، حتى أنهم حملوا معهم فرشًا وأغطية من بيوتهم لكي لا يمرضوا من البرد حينما فضلوا البقاء لإنقاذ الناس مع تصاعد العدوان الإسرائيلي”.
وعناصر الدفاع المدني كانوا يدركون حجم الخطر الذي يحيط بهم ليس بسبب الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للفرق الطبية والمستشفيات في لبنان، بل لأنّ الناطق باسم الجيش الإسرائيلي هدّدهم بالإخلاء مباشرة مع تهديده الثاني مدينة بعلبك ومحيطها، حيث تلقى رعد اتصالًا على الخط الأرضي، من رقم دانماركي، بالإخلاء الفوري خلال نصف ساعة. يومها انتقل رعد وعناصر المركز إلى ثكنة الشيخ عبدالله، وأفادت أحاديث إعلامية لبعض من تبقى من عناصر، أنّهم عادوا إلى مركزهم بعد تطمينات بعدم استهدافهم الذي وقع من دون أيّ إنذار أو تهديد لاحق عن السابق، من دون أن نعرف مصدر هذه التطمينات. وعلى العكس، وبدل إخلاء المركز، أقام رعد والعناصر فيه ليلًا نهارًا: “عشنا مع بعضنا بالمركز أكتر ما عشنا مع عيلنا”، يقول العنصر الناجي حسن رباح لـ “المفكرة”.
انضمّ عناصر مركز الدفاع المدني اللبناني بعلبك 2 إلى المركز الإقليمي نظرًا لأنّ منطقة العسيّرة في تلال بعلبك، حيث يقع، كانت مستهدفة قبل بعلبك المدينة، واستشهد بعضهم في استهداف الإقليمي أمس و”لم يبق من المركزين سوى سبعة عناصر اليوم، 4 من مركز بعلبك 2، و 3 الإقليمي”، وفق رباح.
“بدنا نكفي كرمالهم وكرمال الناس”
كان العناصر يشدّون عضدهم ببعضهم البعض “كنّا نخترع إشيا حتى نخفّف عن بعضنا ونقدر نتحمّل كل المجازر التي نراها يوميًا”، يقول رباح “نطلع 3 أو 4 مهمات ع القليلة باليوم، ومعظمها مجازر”. وحسن الذي أبكى كل اللبنانيين في شهادة له على إحدى الوسائل الإعلامية وهو ينتحب على الهواء مباشرة لخسارته رفاقه، نجا من المجزرة بعدما ذهب لشراء “فروج” للعشاء: “وصلت لقيت الشهيد حيدر الزين عم يقلي بطاطا، قلت لهم رح روح جيب فراريج نتعشى، انطروني”، وخرج. ما أنْ استقلّ سيارته للعودة إلى المركز حتى سمع صوت الصواريخ الإسرائيلية: “مشيت بسرعة وقلت أكيد بدنا نطلع بمهمة إنقاذ هلأ”. على الطريق وصلته رسالة تقول باستهداف المركز: “وصلت ما كان في حدا، المركز ع الأرض، وبلشت صرّخ، يا ريّس بلال، يا حسين، يا عبده، يا عمر، يا علي…يا ..يا.. يا وما حدا يرد”. لم يجد حسن حوله سوى الأشلاء. ومع وصول عناصر الهلال الأحمر الفلسطيني الذين يخرجون مع كل غارة من مخيم الجليل في بعلبك، ليساعدوا في عمليات الإسعاف والإنقاذ وفق إمكانياتهم، عثر حسن على الشهيد حيدر الزين “كان مستشهد وراسه متضرّر”، والشهيد حسن وحّود، رئيس مركز بعلبك 2 و”كلّ جسمه محروق، واستشهد بالعناية” ، والشهيد حسين حسن (أبو حيدر) المصاب بنزيف حادّ “والباقي أشلاء بأشلاء”.
يجهش حسن بالبكاء مع نطقه باسم كل شهيد من زملائه “هودي أخوتي مش رفاق شغل”، يقول لـ “المفكرة”، “كنّا نقوّي معنويات بعضنا ونقول اللي عم نعمله بيستاهل المخاطرة والتعب وهيدا واجبنا، ونرفع راسنا ونفرح كلما أنقذنا إنسانًا، وننسى الخطر والتعب كلما طلّعنا طفل عايش من تحت الردم أو حتى حيوان”. وبين مهمة وأخرى كانوا يتساعدون في إعداد ما تيسّر من طعام: “كل واحد حسب ما معه مصاري يجيب، وكان حيدر الزين الطباخ الماهر، يعمل أطيب الأكلات، ونتقاسم اللقمة”. هذه العلاقة الجميلة تعززت مع ظروف العدوان “صرنا أقرب من بعضنا البعض، كلّنا تاركين عِيلنا وعايشين سوا، وكان حيدر الزين يعجن ويعمل هو وعمر الصلح وحسين حسن مناقيش مرّة بالأسبوع ونعيّد لمن ناكلهم سخنين ونحن متجمعين حولهم. أغلب الأوقات نحط الأكل لناكل وتقصف إسرائيل ونرجع ناكل الأكل بارد”.
اليوم، وبعدما خرج بلال في دفن الصلح في مدينته بعلبك، يقول إنّه لا يعرف كيف سيعود إلى العمل: “كلنا ما رح نستسلم ولا نضعف بدنا نكفي كرمال الناس وكرمالهم، بس مع كلّ مهمة رح يقوى حزنا أكتر ورح نتوجع أكتر لأنه رح نفتقد لهم ونتذكر كل شي كانوا يعلموه، هودي الشهدا الأبطال الشجعان، يللي ما كانوا يهابو الموت والقصف وإسرائيل”.
“ع مين بدي إبكي لإبكي..خسرت البابا وعيلتي التانية”
نصف ساعة من الحديث مع لارا يعني نصف ساعة بكاء. لم تكن المتطوّعة في المركز الإقليمي للدفاع المدني في بعلبك تبكي أباها الشهيد حسين كركبا: “ع مين بدي إبكي لإبكي، عم ببكي عليهم كلّهم”، تغصّ قبل أن تضيف: “حتى فنجان القهوة كنت إشربه معهم أوّل ما أوصل ع المركز، ما إشرب قهوة ببيتي”. اعتادت لارا، ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان أن تداوم في المركز، أي منذ ما يزيد عن عام، من الثامنة صباحًا ولغاية منتصف الليل. لكن مع تصاعد الاستهدافات بقاعًا، منذ 23 أيلول 2024، قال لها الرئيس رعد: “ما بقى تبقي بالليل عم يكون في خطر كبير عليكي بس تروحي ع البيت” نظرًا لتكثيف إسرائيل غاراتها الليلية وارتكاب المجازر في قرى وبلدات قضاء بعلبك.
مع انقطاع الاتصال بينها وبين رعد عند وقوع الغارة وخروج هواتف كلّ عناصر المركز من الخدمة، اشتعل قلب لارا قلقًا “قلت يمكن استهدفوهم”، تقول لـ “المفكرة” وكانت عائدة للتوّ من دفن والدها في مقبرة بلدته قصرنبا. تقول لارا وهي تبكي “وصلت لقيت المركز ع الأرض والنيران والعة وقلت للكلّ ما حدا بيطلع طيّب”. وقفت لارا هناك عاجزة: “أنا لي كنت روح معهم ساعد بإنقاذ الناس، ما قدرت ساعدهم”. لم تبك خوفًا على والدها الشهيد حسين كركبا بل “ع كل واحد منهم، هودي عيلتي التانية، كنت عايشة معهم أكثر مما عايشة ببيتي”.
مع نقل بعض الشهداء والكثير من الأشلاء إلى مستشفى بعلبك الحكومي، لحقت لارا بفرق الإسعاف إلى المستشفى. في العناية الفائقة قادوها إلى عنصر مصاب “أخدوني ع غرفة فيها عنصر محروق وملفوف كله بشاش أبيض وسألوني إذا عرفته، كيف بدي أعرفه وما بقى شي من ملامحه”. لاحقًا، إثر وفاته عرفت أنّه حسن وحّود، “غزال المركز” كما تسمّيه “كان يركض قبل الكلّ وبيعرف كلّ خطط الإنقاذ والإطفاء، وبيكبّ حاله ع المهمات الصعبة”.
في برّاد المستشفى، أخذت لارا نفسًا عميقا وطلبت من الموظفين فتح الأكياس التي لفّوا بها الجثامين والأشلاء. مع وجود أسماء على الكيس الأوّل والثاني طلبت فتح الكيس الثالث الممهور بـ “مجهول”، وفورًا قالت لهم “هيدا حسين حسن، دغري عرفته مما تبقى من ملامحه”. مع فتح الكيس الرابع رأت لارا جزءًا من البدلة الرياضية لزميلها علي نون “هيدا علي”. ارتدى علي هذا الطقم الرياضي بعدما استأذن رئيس المركز لأنّ حزام بدلته الرسمية قد انقطع. وحدّدت هوية شهيد الكيس الخامس من استدارة الرأس، والسادس من عرض الكتف “كلهم حافظتهم منيح، بشوفهم كل نهار”. في الطبقة العليا من البرّاد، شاهدت لارا كيسًا آخر: “هيدا إلنا؟” سألت الموظف، وكان قصدها لشهداء الدفاع المدني. وعندما جاءها الردّ إيجابًا طلبت إنزاله. أوّل ما رأته كانت يدًا أمسكتها بسرعة “هودي أصابع البابا”، وبعدها رأت خاتمه :”قلت لهم اكتبوا عليه حسين كركبا وخلص سكروه”. لم تسكب لارا دمعة واحدة: “ما كنت منزلة دمعة، أنا فايتة باسم الكل مش بس بنت حسين كركبا، مع إنّي ارتحت وقلت لحالي هيك مندفنه ومنقدر نروح نزوره ومنلاقي حدا”. بعدها ذهبت لارا للاطمئنان على المتطوّع الجريح الناجي الوحيد من المركز عبده شبلي، وكان جسده مضرجًا بالدماء ويرتجف. “عبده الخدوم والخلوق والمحترم والشجاع”، تقول، ثم تستدرك “كلهم كانوا شجعان كمان”. عندما رآها عبده سألها عن الشهيد حسين حسن فورًا: “كان حسين توأم روحه لعبده، وكنا مسمايينهن فرحة ومرحة، كانو ينطروا بعض لياكلوا سوا حتى لو نطروا كل النهار بلا ولا لقمة”. في اليوم التالي عاتبها عبده لأنّها أخبرته أنّ حسين في العناية وليس شهيدًا: “أنا كنت ع بلكون المركز وكان حسين لاحقني بس طلع الانفجار قبل ما يوصل لعندي، بتذكر إنّي سمعت صوت الصاروخ وبعدين وعيت بالمستشفى”، قال لها. “عصف الانفجار قذف عبده بعيدًا عن المركز، وهيك نجا، بس يمكن ضغط الانفجار أصَاب حسين بنزيف حاد فاستُشهد”، تضيف لارا.
عصر أمس الجمعة، وبعدما أعلنت فرق الإنقاذ والإسعاف انتهاء إتمام أعمال المسح وسحب ما توفر من جثامين 14 من الشهداء وأشلائهم، أجلس من تبقى من عناصر الدفاع المدني قطعة من عمود مبنى مركزهم المدّمر، ونصبوا بقربه خشبتين عاليتين. وضعوا في أسفل قطعة العمود حذاء (الرينجر) أحد الشهداء من زملائهم، فيما ثبّتوا على الخشبتين قبعة آخر. وعلى ركام المركز، رفعوا العلم اللبناني ووقفوا يؤدّون التحية للأبطال الذي لم يكونوا مسلّحين إلّا بـ “رشاشات المياه”، كما قال العنصر الناجي حسن رباح.
وأدى العناصر التحية للشهداء كما وزّعوا أسماءهم:
الشهيد البطل بلال رعد رئيس المركز
الشهيد البطل حسين حسن
الشهيد البطل خليل ناصر الدين
الشهيد البطل علي نون
الشهيد البطل علي كركبا
الشهيد البطل عباس الحلباوي
الشهيد البطل حسين الخطيب
الشهيد البطل أحمد حمزة
الشهيد البطل حسن وحود
الشهيد البطل حيدر الزين
الشهيد البطل علي عواضة
الشهيد البطل عمر صلح
الشهيد البطل حسين كركبا
الشهيد البطل عباس رعد
نصب عفوي وضعه الناجون من عناصر الدفاع المدني مكان مركزهم الذي دمرته إسرائيل (الصورة من صفحة المحافظ بشير خضر على إكس
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.