ضمن جهودها الرامية إلى حماية دالية الروشة من حيتان المال وتكريسها كإرث وطني وموقع طبيعي مرتبط بذاكرة بيروت والممارسات الإجتماعية الآنيّة المختلفة، قامت الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة في شهر آذار الماضي بترشيح الموقع الى قائمة الصندوق العالمي لمراقبة التراث World Monuments Fund Watch list (الووتش لييست) لسنة ٢٠١٦. وتأتي هذه الخطوة إستكمالاً للخطوات السابقة التي إتخذتها الحملة لتسليط الضوء على الأهمية الإجتماعية والثقافية والبيئية والجيومورفولوجية والأثرية لموقع الدالية.ودعمت هذا الترشيح كل من وزارة البيئة وجمعية الخط الأخضر والمفكرة القانونية وقسم علم الآثار والمتاحف في جامعة البلمند ومنظمة تراث بلا حدود الدولية.
بعد انتظار طويل، أُعلنت النتائج لتأتي بالأنباء المرجوّة. لقد أُدرجت دالية الروشة في “الووتش لييست” لسنة ٢٠١٦ ضمن قائمة من خمسين موقعاً من أرجاء مختلفة من العالم، جميعها تستوجب المراقبة كونها مهددة بالإهمال ومعرضة للخطر.وتجدر الاشارة الى أن الصندوق العالمي للتراث هو منظمة دولية غير ربحية غايتها الحفاظ على العمارة التاريخية والمواقع الأثرية والطبيعية الهامة في جميع أنحاء العالم من خلال لفت انتباه المجتمع الدولي والمحلي أليها.
ويشكل إدراج الدالية في “الووتش لييست” :
أولاً، تأكيداً على أهميته كحيّز إجتماعي مشترك وموقع طبيعي أثري ذو قيمة ثقافية وبيئية عالية يتطلب الإهتمام والرعاية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
ثانياً، دعماً لمطالب المجتمع الأهلي وسكان المدينة عموماً، في الحق في الوصول الى البحر والإستمتاع بالطبيعية والبيئة السليمة، وحافزاً جديداً لعمل متكامل ودؤوب نحو تحرير الدالية من قبضة المستثمرين العقاريين وأصحاب النفوذ، بعد أن كانت قد تحررت رمزياً في الأسابيع المنصرمة عندما أزالت مجموعات الحراك الشعبي السياج الذي كانت قد طوقّت به.
ثالثاً، يضفي إدراج الدالية في “الووتش لييست” قيمة معنوية الى الموقع وبعداً جديداً لمساءلة ملكيته. فمفهوم التراث يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمفهوم الصالح العام مما يعني أن القرارات المتعلقة بمستقبل الدالية، وغيرها من المواقع الطبيعية المميزة في لبنان، هي شأن عام والحفاظ عليها هو واجب وطني ومسؤولية جماعية.
نحن أعضاء الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة، نلتزم بواجبنا تجاه إرثنا الطبيعي والثقافي. وبدءً من دالية الروشة، نسعى الى الدفاع عن الشاطئ اللبناني ورفع مستوى الوعي حول التعديات على الأملاك العامة البحرية وخطر زيادة عوامل الاستثمار على حساب البيئة وعلى حساب حقنا وحق الأجيال القادمة في التمتع بما هو ملك عام للجميع. كما إننا ننتهز اليوم مناسبة إدراج موقع الدالية في “الووتش لييست” لتذكير كافة الوزارات والجهات المعنية بمسؤوليتها تجاه هذا الموقع، وكامل الشاطئ اللبناني، وضرورة وضع وتطبيق القوانين والإجراءات التي تضمن ديمومته وإستخدامه العام.
وبالأخص نطلب على وجه السرعة من:
وزارة الأشغال العامة والنقل: تأهيل الموقع ورفع الردميات والأسلاك الشائكة منه، كما الحفاظ على ميناء الدالية الأثري.
وزارة البيئة: متابعة المرسوم الذي وضعته لحماية الموقع وحث مجلس الوزراء لتوقيعه وإصداره.
المجلس الأعلى للتنظيم المدني وبلدية بيروت، اللذين يمتلكان كافة الصلاحيات والأدوات التنظيمية والتخطيطية: عدم الموافقة على أي مشروع خاص في موقع الدالية.
مجلس الوزراء: عدم الموافقة على إصدار مرسوم استثنائي يمنح أصحاب المشروع إستثماراً مغايراً لما يسمح به التصميم التوجيهي الحالي لبيروت.
وزارة الثقافة: العمل على إدراج موقع الدالية كموقع أثري وتراث ثقافي ذو أهمية على الصعيد الوطني وعلى صعيد شرق البحر الأبيض المتوسط.
أخيراً، تشكر الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة الصندوق العالمي للتراث دعمه وتعزيزه لمكانة المواقع الأثرية والتراثية. وتدعو الجميع الى المشاركة يوم الأحد 25 تشرين الأول في إزالة الردميات عن موقع الدالية للتعبير عن إمتلاكنا للمساحات المشتركة لمدينتنا وإصرارنا على حقنا في الحفاظ عليها.
الدالية لنا، إستعيدوها.