تقدّم “المفكّرة القانونية” سلسلة إخبارات حول جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في إطار عدوانها على لبنان في محاولة لتوثيق هذه الجرائم تمهيدًا لإجراء تحقيق مستقلّ وشفّاف حولها. تستند هذه الإخبارات إلى المعلومات الأوّلية المتوّفرة في تاريخ نشرها، على أمل أن تُسهم في الجهود الوطنية اللازمة لتوثيق جرائم الحرب.
تمّ تحديث هذا الإخبار في تاريخ 25 تشرين الثاني 2024.
الوقائع:
رصدت “المفكّرة” 14 هجمة حيث استهدفت غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي مبانٍ سكنية تأوي نازحين داخليًا في لبنان.
أدّت هذه الهجمات إلى إصابة عائلات بأكملها وسقوط حوالي 570 قتيلًا وجريحًا، أغلبهم من المدنيين الذين نزحوا قسرًا إلى مناطق تعتبر آمنة هربًا من المناطق التي يستهدفها الجيش الإسرائيلي بكثافة أو أصدر أوامر بإخلائها.
تسبّبت هذه الهجمات بتدمير وتضرّر مبانٍ سكنية عدّة وممتلكات وآليات. كما أثارت حالة من الرّعب لدى أهالي المناطق التي تمّ استهدافها، والخوف من تكرارها.
وقعت هذه الهجمات في ثمانية أقضية مختلفة في لبنان لم يصدر بحقّها أوامر خاصّة بالإخلاء: جبيل (المعيصرة وعلمات)، الشوف (بعدران والوردانية وبرجا وجون)، صيدا (عين الدلب)، بيروت (البسطة والنويري)، زغرتا (أيطو)، عكار (عين يعقوب)، بعبدا (بعلشميه)، عاليه (عرمون).
لم يصدر أي تصريح إسرائيلي بشأن هذه الهجمات ولم يصدر أي إنذار مسبق للمباني أو المناطق التي وقعت فيها.
لم يُرصد أي هدف عسكري مشروع قد يكون استُهدف في هذه الهجمات. تداولت معلومات بأنّ بعض هذه الهجمات استهدفت أعضاء من حزب الله، ولكن إمّا لم يَثبت وجود أي منهم في المباني المستهدفة أو لم يتبيّن أنّ المستهدفين يتولّون مسؤوليّات عسكرية في الحزب.
أدّت الهجمات إلى حالات نزوح جديدة من المناطق المستهدفة، ونُشرت مطالبات لطرد النازحين من بعضها.
السياق:
تأتي هذه الهجمات في إطار النهج الإسرائيلي في غزة ولبنان باستهداف المدنيين من دون تمييز وتدمير المنازل والأبنية السكنية على رؤوس ساكنيها وإبادة عائلات.
كما تأتي هذه الهجمات في إطار استهداف إسرئيل للمناطق التي نزح إليها المدنيّون لاعتبارهم أنّها آمنة، وهي تندرج في إطار السياسة الإسرائيلية لإنزال العقاب الجماعي في حق المدنيين والسعي إلى عزل فئة من اللبنانيين (النازحون الشيعة) عن الفئات الأخرى، من خلال نشر الرعب ضمن المجتمعات المضيفة، من النازحين وزعزعة التضامن الاجتماعي معهم. وفي الواقع، ترمي هذه الأعمال إلى زيادة الضغوط على البيئة الاجتماعية لحزب الله.
تسلسل الأحداث:
المعيصرة، قضاء جبيل، 25/09/2024
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبنى سكنيّ في بلدة المعيصرة في قضاء جبيل، وكانت المرّة الأولى التي يَستهدف فيها تلك المنطقة منذ بدء عدوانه على لبنان.
أدّى الهجوم إلى سقوط 16 شهيدًا و15 جريحًا، من ضمنهم أفراد من عائلات من آل حسين وقاسم وقطيش الذين نزحوا من بلدة حولا الحدودية في جنوب لبنان.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبنى سكنيّ يقطنه نازحون في بلدة بعدران في قضاء الشوف، وكانت المرّة الأولى التي يَستهدف فيها هذه المنطقة منذ بدء العدوان على لبنان.
أدّى الهجوم إلى سقوط 5 شهداء، من ضمنهم 3 من أهل البلدة ونازحان اثنان من بلدة دير قانون النهر (قضاء صور)، و17 جريحًا.
كما أدّى الهجوم إلى تدمير 3 منازل و9 سيارات بشكل كلّي، بالإضافة إلى تضرّر أكثر من 30 منزلًا مجاورًا ومدرسة البلدة و10 سيارات.
ذكرت معلومات صحافية بأنّ الغارة كانت تستهدف مسؤولًا ماليًا في حزب الله.
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء بلدة دير قانون النهر التي نزح منها عدد من الضحايا، في 1/10/2024.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبنى مؤلّف من 6 طوابق يقطنه حوالي 125 شخصًا في عين الدلب، قضاء صيدا.
أدّى الهجوم إلى سقوط 75 شهيدًا و52 جريحًا، من ضمنهم سكّان المبنى وعدد من النازحين من اللبنانيين والفلسطينيين من مختلف البلدات الجنوبية.
ذكرت معلومات صحافية أنّ الغارة كانت تستهدف مسؤول اللجنة الأمنية لحزب الله في صيدا، لكن شهودًا أكّدوا أنّهم لم يرصدوا أيّ مظاهر أو أنشطة مسلّحة في المبنى.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مركز للنازحين يتبع لجمعية “دار السلام للرحلات الثقافية” في بلدة الوردانية في قضاء الشوف في استهداف هو الأوّل للبلدة منذ بدء العدوان.
تلك كانت المرّة الأولى التي يُستهدف فيها مركز مخصّص للنازحين إذ كان مبنى الجمعية يأوي أكثر من 15 عائلة نازحة من الجنوب، من بينهم أكثر من 7 عائلات من بلدة عيترون الحدودية في جنوب لبنان.
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء عيترون في 1/10/2024.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبنى سكني في بلدة المعيصرة في قضاء جبيل.
أدّى الهجوم إلى سقوط 16 شهيدًا و21 جريحًا، من ضمنهم أصحاب المنزل من آل عمرو وأقاربهم من آل جعفر الذين نزحوا من بلدة ياطر (قضاء بنت جبيل) إلى منزل جدّهم في المعيصرة.
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء ياطر في اليوم نفسه.
كانت تلك المرّة الثانية التي تُستهدف فيها مبان سكنية تأوي نازحين في تلك البلدة، وكان قضاء جبيل يستقبل حينها حوالي 30 ألف نازح.
النويري والبسطة، بيروت، 10/10/2024
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبانٍ سكنية في أحياء مكتظّة في العاصمة بيروت عبر غارتين متتاليتين.
أدّت الغارة الأولى في منطقة البسطة إلى تدمير مبنيين بالكامل وتضرّر 6 مبان مجاورة.
استهدفت الغارة الثانية في منطقة النويري مبنى مكوّنًا من 8 طوابق، وألحقت أضرارًا كبيرة به فضلًا عن تضرّر 4 مبان مجاورة.
أدّت الغارتان إلى سقوط 22 شهيدًا و117 جريحًا، من ضمنهم أفراد من عائلة من آل نجدي نزحت من بلدة صريفا (قضاء صور)، وعائلة من آل سقلاوي نزحت من بلدة دير قانون النهر (قضاء صور) وعائلتان من آل عمّار وقبلان نزحتا من بلدة ميس الجبل الحدودية في جنوب لبنان.
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء بلدة دير قانون النهر في 1/10/2024 وبلدة صريفا في 2/10/2024 وبلدة ميس الجبل في 6/10/2024.
ذكرت معلومات صحافية أنّ الغارتين كانتا تستهدفان رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.
كان الهجوم هو الأوّل الذي يؤدّي إلى تدمير مبان سكنية كاملة في العاصمة بيروت، حيث سبقته هجمتان استهدفتا شقتين، الأولى لمركز الهيئة الصحية الإسلامية في الباشورة والثانية لقادة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الكولا.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبنى مؤلّف من ثلاث طبقات يسكنه 28 فردًا من عائلة من آل حجازي نزحوا من بلدة عيترون الحدودية إلى بلدة أيطو في الشمال.
أدّى الهجوم إلى سقوط 23 شهيدًا، بينهم طفلتان و13 امرأة، و8 جرحى.
نفى مالك المبنى المستهدف وجود أي نشاط عسكري في المبنى. وبحسب ما وصله من أقرباء الشهداء، حصلت الغارة بعد دقائق من دخول زائر يُعتقد أنّه من حزب الله كان يتجوّل في المنطقة بهدف إجراء إحصاء للنازحين وتقديم المساعدة لهم. وقد نقل بعض الشهود أنّهم شاهدوا تطاير أوراق مالية في محيط مكان الهجوم.
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء عيترون في 1/10/2024.
كان الهجوم هو الأوّل في قضاء زغرتا الذي كان حينها يستقبل حوالي 14.700 نازح.
برجا، قضاء الشوف، 5/11/2024
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على مبنى سكني يأوي نازحين في بلدة برجا في قضاء الشوف.
أدّى الهجوم إلى سقوط 24 شهيدًا، بينهم 9 أطفال، و17 جريحًا، من ضمنهم نازحون من عائلة آل بسما ومن بلدات عين بعال وطيردبا وديرعامص وبرج رحال (قضاء صور).
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء عين بعال وطيردبا وبرج رحال في 2/10/2024 ودير عامص في 1/10/2024.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومًا على منزل كان يأوي عائلات من آل قرصيفي وزريق وعبد الحسين التي نزحت من بلدة حوش الرافقة (قضاء بعلبك) إلى بلدة علمات في قضاء جبيل.
أدّى الهجوم إلى سقوط 27 شهيدًا، بينهم 10 نساء و11 طفلًا وعنصر في قوى الأمن الداخلي وعنصر في الجيش اللبناني، و3 جرحى. والضحايا جميعهم من عائلة واحدة تضمّ الجدّة زينب قرصيفي وأولادها الخمسة وأزواجهم وأحفادها.
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء كامل البقاع في 23 أيلول.
كانت علمات حينها تستقبل 10 آلاف نازح من الجنوب والبقاع، إضافة إلى نحو 3 آلاف نازح من أبنائها من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت. كما كان قضاء جبيل يستقبل حينها حوالي 41 ألف نازح.
عين يعقوب، عكار، 11/11/2024
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومُا على مبنى سكني في بلدة عين يعقوب، وهو الاستهداف الأوّل لمدنيين في قضاء عكار في شمال لبنان.
أدّى الهجوم إلى سقوط 16 شهيدًا و10 جرحى ، من ضمنهم لبنانيين من عائلات آل شرارة وحرب نزحت من عربصاليم (قضاء النبطية) وسوريين من عائلة آل سليمان التي لجأت من سوريا.
كما تسبب الهجوم بتدمير المبنى بالكامل وبأضرار في الأبنية المجاورة وعددًا من السيارات.
كان قضاء عكار يستقبل حينها أكثر من 61 ألف و700 نازح.
جون، قضاء الشوف، 12/11/2024
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومُا على مبنى سكني يأوي نازحين في بلدة جون.
أدّى الهجوم في حصيلة أوّلية إلى سقوط 20 شهيد، من بينهم 8 أطفال و8 نساء، و12 جريح وأشلاء.
أدّى الهجوم إلى تضرر شبكة الطاقة الكهرومائية العائدة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وخروج معمل جون عن الخدمة مؤقتًا، انقطعت خلاله التيار الكهربائي عن المنطقة.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجومُا على مبنى سكني في بلدة عرمون، يأوي نازحين من عائلات آل مكّي، قدوح، قصير وحمادة من بلدات فرون (قضاء بنت جبيل) وزوطر (قضاء النبطية) ودير سريان (قضاء مرجعيون).
أدّى الهجوم إلى سقوط 8 شهداء، من بينهم طفلين و5 نساء، و6 جرحى، فيما لا يزال رجل وطفل مفقودين.
كان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمراً بإخلاء بلدتي فرون ودير سريان في 13/10/2024، وزوطر في 3/10/2024.
كان قضاء عاليه يستقبل حينها ما يُقارب 115 ألف نازح.
قوانين الحرب:
يُحظر توجيه الهجمات ضدّ السكان المدنيين أو مهاجمة المساكن التي لا تكون أهدافًا عسكرية بأية وسيلة كانت. كما تُحظر أعمال العنف التي يكون الغرض الأساسي منها نشر الرعب بين السكّان المدنيين (المادة 8 من نظام روما الأساسي) و(المادة 51 من البروتوكول الإضافي الأوّل لاتفاقيات جنيف).
لا يشكّل المدنيون الذين يتولّون مسؤوليات سياسية أو مالية أو إنسانية في منظمة مسلّحة مثل حزب الله هدفًا مشروعًا للعمليات العدائية، ولا يفقدون صفتهم المدنية لمجرّد انتمائهم للمنظمة.
في حال وجود هدف عسكري مشروع، يجب احترام مبدأ التناسب بحيث يُحظر الهجوم الذي قد يُتوقع منه أن يُسبّب بصورة عارضة خسائر في أرواح المدنيين أو إصابات بينهم، أو أضرارًا بالأعيان المدنية، ويكون مفرطًا في تجاوز ما يُنتظر أن يُسفر عنه من ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة (القاعدة 14 من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي وفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر).
احترامًا لمبدأ الوقاية، يجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة عمليًا بهدف تجنيب إيقاع خسائر في أرواح المدنيين أو إصابتهم أو الأضرار بالأعيان المدنية بصورة عارضة من جرّاء الهجمات، وتقليلها إلى الحد الأدنى (القاعدة 15 من قواعد القانون الدولي الإنساني العرفي).
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.