أيام قرطاج السينمائية تنتصر للحقوق الثقافية للمساجين


2018-11-06    |   

أيام قرطاج السينمائية تنتصر للحقوق الثقافية للمساجين

بتاريخ 04-11-2018، تابع قرابة 500 سجين من نزلاء سجن المرناقية الفيلم السينمائي التونسي “في عينيا” وناقشوا تاليا مع مخرجه “نجيب بالقاضي” القضية التي يطرحها.

ويندرج هذا العرض السينمائي الخاص في إطار مشروع مشترك بين إدارة مهرجان قرطاج للسينما ومنظمة العفو الدولية سيسمح لأكثر من ألفي سجين من مواكبة التظاهرة السينمائية (أيام قرطاج السينمائية) في قاعات هيّئت للغرض بالسجون التي هم مودعون فيها ولخمسة عشر ألف سجين آخرين من مشاهدة عدد من أفلامها التي تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان عبر تلفاز غرفهم[1].

تبرز العروض السينمائية التي ستشمل ست مؤسسات سجنية انفتاح النخبة التونسية على “مجتمع السجون” وبروز وعي في صفوفها بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه “الثقافة” في أنسنة العقوبة السجنية.

ويجدر التذكير أن التجربة الأولى لمهرجان قرطاج للسينما في هذا المجال حصلت في دورة سنة 2015[2]. كما يجدر التذكير أن مهرجان قرطاج للمسرح في دورته 19 التي عقدت نهاية سنة 2017 كان نظم من ضمن فعالياته وفي مسرح التياترو (وهو أحد أهم مسارح تونس العاصمة الخاصة) عرضا لمسرحية “وجيعة”، التي قام ببطولتها مساجين[3]. وقد بينت تلك التجربة في حينها أن نشر الثقافة داخل السجن يمكن أن يثمر إبداعا خارجه.

ويؤمل أن يؤول نجاح مثل هذه التجارب وقد تعددت إلى تطور نشاط مناسبتي إلى برنامج  قار من برامج عمل المؤسسات السجنية يساهم في تطوير السجون التونسية التي تكشف نسب العود المرتفعة في وسطها والتي تناهز 40% عما تعانيه من إشكاليات في اضطلاعها بدورها. ويبدو من الشروط الضرورية لتحقيق هذا الإصلاح النوعي إيجاد حلول لمشكلة اكتظاظ السجون هذه الظاهرة، التي يحتاج علاجها طرح سؤال جدي حول السياسة العقابية بتونس.

 


[1] بعد عرض فيلم “في عينيا” لنجيب بالقاضي بسجن المرناقية، عرض الفيلم المصري “أمل” للمخرج محمد صيام يوم الاثنين 5 نوفمبر بسجن برج الرومي ببنزرت، سيعرض الفيلم الجزائري “الى آخر الزمان” للمخرجة ياسمين شويخ يوم الثلاثاء 6 -11-  2018- بسجن مرناق و عرض فيلم “غزالة” بسجن المسعدين في سوسة للمخرجة هاجر النفزي وذلك يوم الاربعاء 7 -11 وعرض الفيلم القصير “يسار يمين” للمخرج مطيع دريدي وفيلم “بطيخ الشيخ” للمخرجة كوثر بن هنية اضافة الى فيلم “اخوان” لمريم جوبار يوم 8-11  بسجن سيدي الهاني بسوسة.

وأخيرا  فيلم “عالسكة” للمخرج أريج صبري وذلك في سجن المهدية يوم 09-11

[2]   خلال انطلاق التجربة سنة 2015 تمكن 150 سجينا فقط من متابعة التظاهرة .

[3]   قام ببطولتها مساجين مودعون بسجن برج الرومي وأخرجها مسرحيا المخرج “محمد أمين الزواوي ” عرضت يوم 10-12-2017 بمسرح التياترو وتابعها ” جمهور ” المسرح كما دعي لحضورها عائلات المساجين    وهي مسرحية ” مسرحية اجتماعية كوميدية تدور أحداثها حول حياة شاب يدعي أيمن وجد نفسه بعد خروجه من السجن في حالة بطالة ويفشل في ايجاد عمل يوفر له لقمة العيش، وشاءت الأقدار ان يقع بين أفراد شبكة ” العصابة ” مختصة في تهريب الآثار، حيث شارك معهم في عمليات التنقيب والحفر وفي تلك الاثناء تأتي رئيس الشبكة شكوك في وجود أحد الوشاة ويعتقد ان ايمن هو من كشف الأسرار وفضح الأمر، فيهرب الرئيس ويقع بقية افراد العصابة في قبضة الأمن.” –   فى أيام قرطاج المسرحية.. مساجين حقيقيون أبطال عرض مسرحى مشارك بالمهرجان   – صحيفة الشارع المغاربي 10-12-2017

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، تونس ، حريات عامة والوصول الى المعلومات



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني