أهالي ضحايا 4 آب للنوّاب: لا تتلاعبوا بدمائنا ولا تقتلونا مرّتين


2021-12-06    |   

أهالي ضحايا 4 آب للنوّاب:  لا تتلاعبوا بدمائنا ولا تقتلونا مرّتين

في حين لا يزال التحقيق في جريمة مرفأ بيروت معلّقاً منذ شهر بشكل مخالف للقانون، تنعقد غداً الثلاثاء جلسة تشريعية لمجلس النوّاب، وقد وردت معلومات عن احتمال تضمّن جدول أعمالها  إحالة الوزراء السابقين المدّعى عليهم في قضية تفجير المرفأ أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. ويبدي أهالي ضحايا التفجير تخوّفهم الكبير من أنّه في حال انتهت الأمور في المجلس الأعلى فسوف تُطمر الحقيقة وتنتهي الاتهامات إلى غير رجعة. فالمشكلة الأساسية بالنسبة للأهالي تكمن في غياب أيّة فعالية من الناحية التقنية والعملية للمجلس الأعلى، ما يجعل الإحالة إليه محاولة واضحة لحماية المتّهمين. وهذه خطوة خطيرة أيضاً لناحية أنّ أيّ سياسي لن يقبل في المستقبل بأن يمثل أمام القضاء العدلي حتى لو لم تتقاطع طبيعة الجرائم المرتكبة مع صلاحيات المجلس الأعلى، وبالتالي تخلق وسيلة جديدة للإفلات من المحاسبة الفعلية للوزراء الحاليين والسابقين وتصبح شمّاعة يتذرّعون بها عند كل جريمة، وبهذا يكون قد تمّ ضرب القضاء من جديد.

اللقاء الشهري بتوقيت الانفجار

16 شهراً مضت على  تفجير 4 آب 2020 وحزن أهالي الضحايا يكبر ويتّسع على خسارة أحبّائهم، وكما في كلّ وقفة لهم يظهرون تصميمهم على الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة ويؤكّدون رفضهم تسييس الملف.

وككلّ رابع من كلّ شهر، بتوقيت الانفجار عند الساعة السادسة و7 دقائق، يعود الأهل إلى المرفأ، مكان الانفجار، ويتجمّعون قبالته ويضيئون الشموع عن راحة أنفس ضحايا التفجير والشهداء. إلّا أنّ حياتهم خارج هذا المكان لم تعد عادية كما تقول منى جاويش والدة الضحية روان مستو “حياتنا انقلبت، كانت طافحة بالفرح والضحك، كنا نتحمّل صعوبات الحياة مع بعضنا البعض، أما اليوم فأشعر وعائلتي بالاختناق. الحياة بالنسبة لنا أصبحت سوداء قاتمة، الحزن يخيّم على منزلنا ولا شيء يعوّضنا عن فقداننا وشوقنا لروان”.

وبالرغم من أنّ أهالي الضحايا يتفهّمون الصعوبات التي تمرّ بها البلاد إلّا أنّهم يشعرون بالغربة في كلّ ما يحصل.

مجيد الحلو والد الضحية نيكول يطالب الشعب اللبناني بالاهتمام بقضية تفجير المرفأ أكثر ويدعوه إلى التضامن مع الأهالي والوقوف معهم، “لأنّ معرفة الحقيقة هي المدماك الأساس لإعادة بناء وطننا، بلا عدالة ولا قضاء سنكون في شريعة الغاب”. وإذ يصرّ على إظهار الحقيقة ومحاكمة ومحاسبة كلّ مسؤول عن هذه الجريمة، يحذّر من تقليص دور  القاضي طارق بيطار، من خلال إنشاء محكمة لكبار المسؤولين وأخرى لصغار المسؤولين.

أما أنيباس أبو زيد شقيقة الضحية جوزفين أبو زيد التي لم تغب عن أي من تحرّكات الأهالي فتذكّر المسؤولين بـ “أنّنا ما زلنا ننتظر التحقيق ومعرفة كيف تمّ التفجير، ولن نتخلّى عن هذا المطلب”.

وتدعو النواب إلى عدم تأمين النصاب في جلسة الغد وتتوجّه إليهم قائلة: “انتبهوا بيوتنا لا تزال مدمّرة ودم الضحايا لا يزال على الأرض ولن نسمح لكم بحماية من تسبّب بقتلهم ولن نسمح أن تذهب دماؤهم هدراً”.

بيان الأهالي

ورفع الأهالي لافتة وضعت أمام تمثال المغترب-المرفأ موجّهة إلى النوّاب كتب عليها: “كلّ نائب قرارك لح يتسجّل/ جلسة مجلس النواب جلسة العار والنيترات للتصويت على قتل الضحايا مرة ثانية ودفن الحقيقة لدى المجلس الأعلى  لمحاكمة الروساء والوزراء”. وتلت رئيسة جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت ماريانا فودوليان شقيقة الضحية غايا فودوليان بياناً باسم الأهالي قالت فيه: “شهورٌ مضت على فَقدِ أحِبتَنا وضحايانا ونحنُ نَشعُر بحُزِن عميق ولَوعَةٍ مُضنِيَة”. وسألت  “إلى متى الانتظار لتشرق شمس العدالة والحقيقة؟ ارتياب من هنا وردٌّ من هناك ونحن ننتظر بحسرة لنبلسم جراحنا بحكم يحاسب المجرم على فعلته من دون عرقلات لا أساس لها ولا تضييع للوقت للهروب من العدالة والمحاسبة. وفي كل يوم نتفاجأ بمحاولات لتمييع قضيتنا من جهة وتسوية من جهة أخرى، وآخرها كان محاولتهم عقد جلسة للتصويت على تلك المحكمة الوهمية غير المفعلة أساساً، للتلطّي خلفها للهروب من المحاسبة. وليكن بمعلومكم أن كل من يصوت أو يحضر هذه الجلسة هو عدو لنا وعدو لقضيتنا وقاتل ضحايانا”.

وإلى المجلس النيابي مجتمعاً توجّهت بالقول: “إيّاكم أن تحاولوا المساس بقضيّتنا أو تساوموا عليها. فقضيّتنا منزّهة عن غاياتكم المشبوهة ودم ضحايانا وشهداؤنا أسمى وأرقى من ألاعيبكم السياسية والطائفية. فلن تستطيعوا تمرير ما في نواياكم الخبيثة. وهل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء موجود؟ وإن وجد فأيّ مجرم سيحاكم نفسه؟ وأي قانون سيسري على خلّاقه؟ سنقولها ونكررها لن نرضى بمحاكمتكم إلا أمام المجلس العدلي”.

 وتابعت: “كفانا ظلماً وألاعيب مشبوهة غايتها تعطيل عمل القضاء. كفانا تسويات ومقايضات وتصفية حسابات. آن الأوان ليفرض القضاء هيبته وليقول كلمة الحق بعيداً من الضغوطات والهيمنات السياسية، فليتمرّد على الظالم ويقف إلى جانب المظلومين ويقل ما عجز عن قوله من سنين. الحق يعلو ولا يعلى عليه. أنصفوا ضحايانا ولا تتلاعبوا بدمائنا ولا تقتلونا مرتين”.

وأضافت: “كما نعلم جميعاً إنّ الأمور بدأت تسلك مسارها الصحيح وتفكّكت العقد بصورتها الجلية. فالغرفة رقم 12 تشكلت واكتملت برئاسة القاضي رندا حروق ومعها ميريام شمس الدين وروزين حجيلي. ونشكر جهودهم وجهود القضاة الشرفاء الحريصين على دماء ضحايانا. وأصبح البت في هذا الملف سهلاً وواضحاً. لذا نطلب الإسراع بالملف ليستكمل المحقق العدلي عمله. وأيضاً في ضوء واقعة جديدة تمثلت في صدور الحكم عن الهيئة العامة لمحكمة التمييز، والتي أولت صلاحية قبول رد دعاوى المحقق العدلي لمحكمة التمييز بالغرفة الأولى برئاسة القاضي ناجي عيد، فلماذا التأخير؟”.

وحذرت النواب من “التفكير بصفقات أو إعمار لمرفأ بيروت قبل ظهور الحقيقة الناصعة لكل اللبنانيين والمحاسبة لكل من تسبب في تفجير عاصمتنا وقتل ضحايانا”.  وختمت: “فكروا جيدا وحكّموا عقولكم وضمائركم. لبنان يبنى بالعدالة والإنصاف”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

تحقيقات ، البرلمان ، إقتراح قانون ، لبنان ، حراكات اجتماعية ، مجزرة المرفأ



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني