أهالي ضحايا المرفأ يستنهضون الناس: شاركونا في مسيرة 4 آب


2024-07-16    |   

أهالي ضحايا المرفأ يستنهضون الناس: شاركونا في مسيرة 4 آب
من اليسار إلى اليمين: ماريانا فادوليان شقيقة الضحية غايا، هيام والدة الشهيدة أحمد قعدان، ريتا والدة الشهيد نجيب حتي، ونبيهة نصر والدة الشهيدة سحر فارس

يواكب أهالي ضحايا وشهداء 4 آب الذكرى الرابعة لتفجير مرفأ بيروت، بتحضيرات مكثفة للمسيرة السنوية التي ستتخذ هذا العام، شكلًا احتجاجيًا على استمرار تعطيل التحقيق ومطلبيًا للإفصاح عن الجهة المعرقلة ولحثّ النّائب العام التمييزي بالتكليف القاضي جمال الحجّار العمل على فكّ أسر قاضي التحقيق طارق بيطار، حتى يستطيع القيام بعمله.

جاء ذلك على لسان وليام نون شقيق الشهيد في فوج إطفاء بيروت جو نون، خلال مؤتمر صحافي عقده الأهالي، اليوم الثلاثاء 16 تموز تحت شعار “العدالة لبيروت” في نادي الصحافة.

وأعلن الأهالي أنّ “هناك مجزرة قانونية ترتكب يوميًا في حق بيروت، والطبقة السياسية لا تريد المحاسبة بل طمس تحقيقات الرابع من آب”، داعين الجميع إلى المشاركة في ذكرى التفجير. 

التحرّك الذي أعلنه أهالي الضحايا سيكون من خلال مسيرتين متزامنتين، عند الساعة الخامسة من بعد ظهر الأحد في الرابع من آب: الأولى من ساحة الشهداء والثانية من مقرّ فوج الإطفاء في الكرنتينا،  باتجاه تمثال المغترب في المرفأ، على أن يبدأ التجمّع عند الساعة الرابعة. هذا وستنطلق باصات من كل الأراضي اللبنانية لتقلّ المشاركين إلى مكانَي التجمّع.

ما زال تاريخ الرابع من آب 2020، حاضرًا في أذهان اللبنانيين، إذ في ذلك اليوم، وعند الساعة السادسة و7 دقائق دوى انفجار ضخم في بيروت حصد 235 قتيلًا وتسبّب في إصابة أكثر من 7 آلاف شخص، لا يزال بعضهم في المستشفيات حتى اليوم، وتسبّب بدمار واسع لنحو 50 ألف وحدة سكنية، ودمار في عدد من أحياء وشوارع العاصمة. وقدّر محافظ بيروت حينها، الخسائر المادية الناجمة عن الانفجار ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أميركي. 

ومنذ اليوم الأوّل عزت السلطات الانفجار إلى تخزين 2750 طنًا من نترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقائية إثر اندلاع حريق لم تتّضح أسبابه حتى الساعة أي بعد مرور 4 أعوام. ولاحقًا أظهرت التحقيقات أنّ عددًا من المسؤولين كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحرّكوا ساكنًا. إلّا أنّه وبعد أربع سنوات على تفجير مرفأ بيروت لا يزال أهالي الضحايا يصارعون لمعرفة حقيقة هذا اليوم المشؤوم، حقيقة لا تزال ضائعة بين أروقة القضاء والمعرقلين الذين أغرقوا قضية تفجير المرفأ بجملة من الدعاوى ومخاصمة الدولة ضدّ المحقق العدلي بيطار. 

استنجد الأهالي مرّات ومرّات بالقضاء اللبناني علّهم يستطيعون الوصول للحقيقة، رافضين أيّ تدخل سياسي أو حزبي في القضاء، مطالبين الإسراع بالبتّ بالملفات العالقة لعودة التحقيقات وعودة مسار التحقيق وفك قيده. ولكن حتى الساعة لا موقوف واحدًا في هذه القضية. 

من اليسار إلى اليمين: رئيس نادي الصحافة بسام أبو زيد، المحامية سيسيل روكز، إيلين عطا ووليام نون

دعوة إلى كل اللبنانيين للمشاركة في الذكرى الرابعة

في المؤتمر الصحافي، وصفت المحامية سيسيل روكز شقيقة الضحية جوزيف هذه الذكرى بـ “الأليمة، وجرح سيظلّ ينزف ولن يتوقف، خصوصًا أنّه لم يحاسب المسؤولون عنها بشكل مباشر أو غير مباشر”.  وشرحت حجم التعطيل في ملف التحقيقات وتقول: “من 4 آب 2020 حتى 4 آب 2024 لم يحدث أي شيء والطبقة السياسية لا تريد أن تخضع للمحاسبة”.

وأشارت روكز إلى أنّه من واجب كلّ لبناني الوقوف معنا، لأنّ الانفجار لم يطلنا وحدنا بل طال المدينة كلّها. كما تدعو المغتربين المتواجدين في لبنان إلى مشاركتهم في المسيرة، إضافة إلى كلّ المؤسسات العامة والخاصة والنقابات، والفنانين لا سيما الذين يغنون لبيروت ويتغنّون بها.

بدورها إيلين عطا شقيقة الشهيد عبدو عطا، شكرت كل من شارك يوم الانفجار في مساعدة الجرحى والمصابين وتنظيف الردم من الشوارع، ودعتهم إلى إعلاء الصوت مع أهالي الضحايا، قائلة: “دوركم لم ينته، بل نحن بحاجة لكم اليوم كما يوم الانفجار”. 

واختتم نون اللقاء قائلًا: “كونوا معنا، فنحن إمّا سنعود في 4 آب مكسورين وتخلص القضية أو سنذهب إلى منازلنا ولنا أمل بغد نحقق فيه المساءلة والمحاسبة والعدالة لضحايانا”.

من ينصف دموع الأمّهات المكلومات؟ 

مضت أربعة أعوام على استشهاد سحر فارس يوم لبّت نداء الواجب كمتطوّعة في فوج الإطفاء يوم انفجار المرفأ، إلّا أنّ دموع والدتها نبيهة نصر، لا تزال تنساب على وجهها، لتكون تجسيدًا حيًا للمأساة التي خلّفها الانفجار وطمس الحقيقة فيه. “ما بيخلص الوجع، ودموعي ما عم تنشف. من 4 آب 2020 لليوم كل لحظة بالنسبة إلي هي هاليوم المشؤوم، تقول نبيهة لـ “المفكرة القانونية”. 

إلى جانب نبيهة، تجلس هيام قعدان (أم أحمد)، كعادتها تحتضن صورة وحيدها أحمد وتتحدث إليها: “اشتقتلك يا أمي، هلأ جايية السنوية الرابعة يا أمي ولهلأ ما في شي. بس بوعدك كمّل المسيرة لآخر نفس. ما رح أترك دمك يضيع هدر. رح آخذ حقنا من السلطة الفاسدة، من المجرمين اللي قتلونا وفجرونا وحرمونا أولادنا”. وتضيف للمفكرة: “هم يراهنون على الوقت، بس الوقت معنا طويل، وما رح نسكت”، آملة من “كل قاض شريف الوقوف إلى جانبنا، ومن كلّ صاحب ضمير أن يساندنا حتى نأخد حق أولادنا، ونحقق لهم العدالة. الذين يعرقلون العدالة نعرفهم وسنحاسبهم. وليعلموا أنّ دماء أولادنا ليس رخيصًا ونريد أن نحاسب قاتليهم”. 

ريتا حتّي والدة الشهيد نجيب حتّي، وهو أيضًا أحد عناصر فوج الإطفاء، لم تتعب هي الأخرى رغم الغصّة التي لا تزال تشعر بها بفقدان ولدها. تقول لـ “المفكرة”: “في قلبي فراغ كبير لغياب نجيب” وتضيف: “هذا ظلم ونحن ظلمنا ولكننا لم ولن نرضى باستمرار هذا الظلم. لو استمرّ الحال 40 سنة لن نترك هذه القضية وسنحقق العدالة”. وتمنّت على القاضي بيطار استكمال مهمته ومسيرته، وتحقيق وعده “بأنّ دم أولادنا بأمانته”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

قضاء ، تحقيقات ، قرارات قضائية ، استقلال القضاء ، لبنان ، مقالات ، مجزرة المرفأ



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني