قضية الحوض المنجمي أمام دوائر العدالة الانتقالية: الضحايا يحاكمون هيئة الحقيقة أيضا


2018-09-29    |   

قضية الحوض المنجمي أمام دوائر العدالة الانتقالية: الضحايا يحاكمون هيئة الحقيقة أيضا

عقدت الدائرة المتخصصة بالعدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بقفصة بتاريخ 26-09-2018 أولى جلساتها التي خصصت للنظر في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي جدت سنة 2008 عند قمع النظام السياسي لانتفاضة سكان منطقة الحوض المنجمي[1]. وإذ حضر الجلسة طيف هام من نشطاء المجتمع المدني والحقوقيين والقضاة والسياسيين، سُجّل في منطلقها تحرك احتجاجي لعدد من ضحايا الانتهاكات الذين كشفوا عن غضبهم من تعمد هيئة الحقيقة والكرامة عدم تعهيد الدائرة بنظر ملفاتهم رغم إيداعهم لها في الآجال القانونية.

وكان من أهم محطاتها ما ورد على لسان النائب بالبرلمان عدنان الحاجي عند سماعه من قبل هيئة المحكمة بوصفه ضحية. فقد انتقد الحاجي لائحة الإحالة انطلاقا من ثلاثة أسباب: أولا، أنها وردت منقوصة من أسماء عديد الضحايا، وثانيا، أنها تضمنت عناوين منقوصة ومجهولة لمجموعة من المتهمين في حين أن مقراتهم معلومة لدى العموم، وثالثا أن الهيئة تعمّدت عند وضعها التغطية على من تورطوا في إدارة الانتهاكات من قضاة ووزراء وقيادات أمنية.

تولت المحكمة في أولى جلسات نظرها في “قضية الحوض المنجمي” تلاوة لائحة الاتهام وسماع الضحايا. وكان أن كانت تلك الجلسة في أغلب ردهاتها جلسة محاكمة لعمل هيئة الحقيقة والكرامة التي اتهمها الضحايا وطيف من الحضور بعدم الحرفية في إعداد ملف الاتهام بما ضيع حقوق عدد من الضحايا زيادة على اتهامها بمحاباة عدد من الشخصيات التي تنسب لها الانتهاكات ومنهم قضاة نسب إليهم انتهاك حقوق الضحايا في المحاكمة العادلة.

ويذكر أن لائحة الاتهام قد شملت ضحيتين تعرضتا لانتهاك الحق في الحياة وهما الحفناوي المغزاوي وعبد الخالق بنحامد وستة وأربعين (46) ضحية انتهاك للحرمة الجسدية وأسماء ستة عشر(16) من المنسوب إليهم الانتهاك وجهت إليهم تهم القتل العمد ومحاولة القتل العمد مع سابقية القصد والاعتداء الجنسي بواسطة الاغتصاب وجريمة التعذيب.

 


[1] انطلقت أحداث الحوض المنجمي يوم 05 01 2008 مباشرة بعد إعلان شركة فسفاط قفصة عن نتائج مناظرة انتداب أعوان وإطارات بها . شكك المحتجون في نزاهة المناظرة وشفافية إجراءاتها  وانطلقت الأحداث بتجمعات حاشدة بمدينة أم العرايس منعت حركة المرور وأغلقت الطرق المؤدية الى شركة فسفاط قفصة و بتجمع عدد من العاطلين عن العمل في الرديف التحق بهم عدد من النقابيين والأهالي أين خرجت مسيرة حاشدة انتهت باعتصام أمام مقر الفرع الشركة بالرديف ثم تصاعدت الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي بدخول مدينة المظيلة في الحركة الاحتجاجية تلتها مدينة المتلوي وهي أهم مركز لإنتاج الفسفاط .إزاء هذه الأحداث انتهجت السلطة في البداية طريق التفاوض والبحث عن الحلول مع المحتجين وقياداتهم إلا أنه بداية من شهر أفريل 2008 تخلت عن مبدأ الحوار وانتهجت سياسة المواجهات والقمع فكانت المداهمات للمنازل والإيقافات العشوائية للشباب ولعدد من النقابيين وقد أدت هذه الانتهاكات إلى مقتل وإصابة عديد الضحايا بجروح مختلفة وسجن العديد من المحتجين.

انشر المقال

متوفر من خلال:

محاكمة عادلة وتعذيب ، مقالات ، تونس ، حراكات اجتماعية



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني