“كن رجلا”.. حملة ضد “البيكيني” تثير جدلا بالمغرب


2018-08-02    |   

“كن رجلا”.. حملة ضد “البيكيني” تثير جدلا بالمغرب

انتشر بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، هاشتاك “#كون_راجل”، وتعني “كُن رجلا”، والذي يدعو الذكور إلى عدم السماح لقريباتهن النساء بـ”التعري” في فصل الصيف، وخاصة في الشواطئ.  وأثارت هذه الحملة الافتراضية جدلاً واسعاً، بين مؤيد يدعو إلى تعميم الحملة وتنزيلها إلى أرض الواقع، ومعارضين يرون فيها “تجنياً” على الحريات الفردية، وأيضا حرية الجسد”.

ضد البيكيني..

بحسب المناصرين للحملة، فإنها تهدف أساساً إلى “مواجهة العُري”، خاصة في الشواطئ، وذلك تزامنا مع فصل الصيف الذي يعرف إقبالا كبيرا على المدن السياحية، خاصة الساحلية منها.

وأرفق مجموعة من مُناصري الحملة، منشوراتهم على الفيسبوك بـعبارة ” ولا تترك نساءك يخرجن بلباس فاضح”، في حين علل آخرون انخراطهم فيها بـ”محاربة “التبرج” و”العري الشديدين والميوعة المتزايدة”، بالإضافة إلى اعتبارهم أن ارتداء النساء “البيكيني” في البحر، أمراً “غير مقبول” كونهم ينتمون إلى دولة إسلامية، على حد قولهم.

وفي هذا السياق، كتب وليد الزهري، أحد نشطاء الحملة، على حسابه بالفيسبوك، أن “الاحتشام جيد، لأن فيه طاعة للخالق واحترام لإنسانية الإنسان”، موضحاً أن الواجب هو “توجيه المجهودات نحو بناء الوعي وتكريم الإنسان من ذكر وأنثى”، وذلك عوض “استثارة فحولة الرجال”، بحسب تعبيره.

حسن الكتاني، أحد شيوخ السلفية في المغرب، ومن داعمي الحملة، انتقد بشدة، في شريط فيديو نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قال عنهم إنهم “رجال يتركون نساءهم ينمن عاريات في الشواطئ، ليتلذذ بهن الشباب والرجال”. واصفاً هؤلاء بكونهم “ليسوا رجالاً”.

وقال: “الرجل الطبيعي، والذكر الطبيعي، يغار على أنثاه، فكيف بالرجل المسلم الذي يقرأ كتاب الله وسنة الرسول ويرى العيب والتبرج الفاضح والتكشف الشنيع، بل هو الذي يأخذ بناته وزوجته ليراهن البر والفاجر، ويعرض اللحوم على الذئاب الجائعة لتنال منها”، معلقاً “الرجل هو الذي يشعر بالغيرة وتجري الدما في عروقه إن نيل من عرضه، هو الذي لا يقبل أن يتلذذ الرجال بزوجته وبناته”.

في المقابل، هاجم من يرى في الأمر “حرية شخصية”، واصفا ذلك بـ”الكلام الفارغ”، مشبها المنزل بـ”العرين”، في حين أن “الرجل هو أسد في عرينه”.

حرية شخصية..

وخلفت هذه الحملة انتقادات واسعة جداً، وصلت لدرجة تدشين حملة مُضادة، اختار لها أصحابها اسم “كوني امرأة حرة”، يدعون من خلالها المرأة إلى العيش بكل حرية وعدم الاكتراث لهذا النوع من “الأفكار الرجعية”، بحسب رأيهم.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور لنساء منقبات يجلسن على الشاطئ، فيما يقوم زوجها الملتحي بالاستمتاع بمياه البحر، معلقين عليها بعبارة “كن رجلا، واسمح لها أيضا بالسباحة”.

واعتبر الرافضون للحملة، أنها “تختصر المرأة في الجسد واللباس”، كما “تجسد نوعا من الوصاية التي يفرضها الرجل على المرأة”، مشددين على أن “السماح لمثل هذه المواقف من شأنه إشاعة روح العبودية، والتحكم في الآخر بالإضافة إلى الحد من حريته الشخصية”، بحسب المنشورات المتداولة تحت هذا الوسم.

من جهة أخرى، اعتبر بعض النشطاء، أن “الرجولة الحقيقية”، هي أن يكون الرجل سنداً للمرأة، يُساعدها في أشغال المنزل، يُخفف عنها أعباء الحياة، ولا يتخذها “خادمة أو جارية”، في منزله.

إلى ذلك، انضمت حركة “مالي” المغربية، المدافعة عن الحريات الفردية، إلى صفوف “الرافضين”، إذ كتبت عبر صفحتها بالفيسبوك “المرأة حرة في ارتداء البيكيني أو المايوه، وحرة في الذهاب إلى البحر أو لا، كما أنها حرة في قراراتها واختياراتها”، داعية إلى “محاربة السلطة الأبوية والظلامية“.

البيكيني حرية.. والبوركيني أيضاً

وبين الرافضين للبيكيني في البحر، والآخرين المستهجنين لهذه الدعوات، وغير القابلين لأولئك النسوة اللواتي يسبحن بملابسهن، يرى موقف ثالث، أن اللباس حرية شخصية بالكامل ولا يحق لأحد أيا كان التدخل فيه وفرض نمط معين.

وفي هذا الصدد، أوضح الناشط الجمعوي، يوسف مازوز، أن “الرجل والمرأة، أحرار في طريقة لباسهم”، مشدداً على أنه “لا يحق لأي كائن التدخل في حياة كائن آخر، ولا يمارس عليه الأستاذية بفرض لباس يكشف جسده أو يستره”.

وقال في تصريح “للمفكرة”، أن “ارتداء البيكيني في البحر، حرية شخصية يجب على المجتمع احترامها، كما أن السباحة بالبوركيني، أو النقاب، أيضا حرية شخصية لا يحق لأي أحد انتهاكها”.

وزاد “يجب أن نصل لدرجة قبول الآخر على أساس إنسانيته، وليس اختيارات لباسه”، مضيفا أن “الأصل هو أن تتعايش المحجبة وغير المحجبة، ويجمعهما الوطن والإنسانية”.

ولفت إلى أن الاختيارات الشخصية لا يجب أن تكون محط رقابة أسرية أو مجتمعية، معلقا بالقول “كما اختارت فلانة السباحة بالبيكيني، يجب أن تتقبل أن الأخرى اختارت السباحة بالبوركيني”.

علقت الناشطة الحقوقية، سارة سوجار، على هذا الجدل بالقول “أن تكوني امرأة حرة: لا يرتبط بدرجة العري و لا بمنسوب خطاباتك تجاه الطابوهات ولا بنشر شعارات ممارساتك الجنسية”. وزادت في تدوينة عبر حسابها بموقع فيسبوك: “أن تكوني حرة يعني أن تتخلصي من كل تلك النماذج وتصنعي لنفسك نموذجا خاصا باستقلالية وحرية وتناهضي كل مظاهر العبودية من أعلى سلم في عموديتها إلى أسفله”، مُضيفة “لست حرة، أقاوم فقط من أجل أن أكون كذلك …  لا يمكنني أن أعطي دروسا لأي امرأة في ذلك”. وأضافت “سنمضي حياتنا كلها  نحن نقاوم من أجل أن نعيش ببعض من الحرية ومن الكرامة،  لذلك فنتواضع قليلا ولنتخلص من الأستاذية ومن تنميط البشر والعقول في جميع الاتجاهات”.

انشر المقال

متوفر من خلال:

مقالات ، المغرب



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني