“الحراك الشعبي” يحذر من إقرار خطة الترحيل والحكومة اللبنانية تقرّها


2015-12-22    |   

“الحراك الشعبي” يحذر من إقرار خطة الترحيل والحكومة اللبنانية تقرّها

تزامناً مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء اللبناني التي تدرس خطة ترحيل النفايات الى الخارج، نفذت حملة "جايي التغيير" وقفة رمزية لها في ساحة رياض الصلح رفضاً لسياسة المحاصصة المعتمدة من قبل الحكومة في آلية معالجتها لأزمة النفايات ولمنع الزيادة الضريبية على البنزين.

اذاً عند الساعة الرابعة من بعد الظهر، توافد الناشطون إلى ساحة رياض الصلح. وقد كان الحضور خجولاً جداً بحيث كان من السهولة بمكان إحصاء عدد المشاركين. اللافت كان بهذه الوقفة هو مشاركة عدد من ممثلي الحملات الأخرى كحملة "طلعت ريحتكم" و "بدنا نحاسب"، إلا أن تشتتهم في الساحة وتقوقعهم في حلقات متفرعة ومنفصلة حال دون إقناع الناس بهذا التوافق لاسيما انه لم يكن هناك الجييش اللازم  للمشاركة من قبل باقي الحملات.

"سلطة عشوائية..مكبات عشوائية"، "ملف الكهرباء محاصصة وهدر.. كلن يعني كلن أمام القضاء"، "محارق ومكبات وكسارات نتاج 8 و14 آذار"، "نظام طائفي ومذهبي = محاصصة ومحسوبيات وارتهان للخارج"، "100 مليار دولار الدين العام نتاج 8 و14 آذار"،"إعادة الحقوق للبلديات عبر الصندوق البلدي المستقل"، هي شعارات رفعها ناشطو حملة "جايي التغيير" في ساحة رياض الصلح تختصر جزءاً من مطالبهم.

وقرابة الساعة الخامسة الا ربعاً، بدأت جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وحضور معظم الوزراء بغياب الوزير جبران باسيل.وعندما علم الناشطون ببدء الجلسة اقتربوا من السياج الشائك وبدؤوا بإطلاق صيحاتهم المعتادة كما حاول بعضهم هز السياج دون رجاء. فالدولة عمدت منذ فترة طويلة الى القيام بخطة استباقية ووضعت ما يشبه الجدار الحديدي.

إشكال بسيط حصل في بداية الاعتصام حيث حاول أحد عناصر الأمن في سوليدير طرد بائع الكعك من ساحة رياض الصلح، بداية بقرار شخصي منه. ثم ادعى أن الأوامر وصلته بذلك. إلا أن تدخل بعض الناشطن وبعض عناصر قوى الأمن الداخلي حلّ الإشكال.

فيما بعد، حذر ناشطو الحراك المدني خلال اعتصامهم أمام السراي الحكومي الحكومة من اتخاذ قرار بترحيل النفايات أو اقرار زيادة على البنزين وذلك عبر كلمة ألقاها الناشط أيمن مروة بإسم حملة "جايي التغيير" والناشطين المعتصمين في الساحة فقال: "وتأتي دعوتنا اليوم الرمزية بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء لاقرار الترحيل. والعجيب أن تأتي سلطتنا السياسية الفاسدة بعد خمسة أشهر من الحراك الشعبي لتدعو لإقرار الترحيل بكلفة أعلى من السعر الذي كان يحاربه الحراك في البداية. اليوم الحديث عن مليار دولاراً من أجل ترحيل النفايات هو صفقة جديدة في حياة السلطة السياسية الفاسدة. وستدفع المليار دولاراً من جيوب الشعب اللبناني، خاصة أن هناك حديثاً عن زيادة ثلاثة آلاف ليرة على سعر صفيحة البانزين من أجل جباية هذا المبلغ من أجل ترحيل النفايات".

أضاف:"الحراك اليوم يرفض أي شكل جديد من أشكال الفساد وأي شكل من أشكال المحاصصة. لن نسمح بعد اليوم لهذه السلطة بأن تتمادى على الشعب اللبناني وتجعله يدفع من جيبه الخاص حتى تعالج له أزماته. كنّا نتحدث في السابق عن أن سوكلين تأخذ 170 دولاراً على الطن، اليوم بموضوع الترحيل ستأخذ مبلغ بين 320 و 370 دولاراً على الطن ما يعني اننا مازلنا مكانك راوح".

وبعد أشهر من التحركات التي حملت شعار "كلكن يعني كلكن" وهو الشعار الذي دفع بالعديد من الأشخاص الى التخلي عن مناصرة الحراك ، حاول مروة، في كلمته جذب الجماهير المتحزبة ودعوتها الى محاسبة الذين يؤيدونهم، وقال:" لن نسمح بأي زيادة للأعباء على الشعب اللبناني تحديداً بما يتعلق بزيادة الثلاثة آلآف ليرة أو أكثر أو أقل. ونحن نقول لكم منذ الآن أننا سندعو الى تحركات شعبية وغضب شعبي. ونتمنى أيضاً على نقابات النقل العام ان تكون شريكة لنا وجزءاً أساسياً من أي تحرك شعبي اذا أخذت الحكومة هذا القرار… يجب على الشعب اللبناني التحرك بكل مكوناته وشرائحه حتى جماهير الاحزاب السياسية الموجودة في السلطة، ندعوها للتحرك ومكافحة الفساد. فالقضية اليوم تعني كل مواطن لبناني". ودعا الشعب الى الثورة والانتفاضة والمشاركة في الحراك الذي هو ملك للناس وليس للحملات والقيمين عليها. 

وبعد إلقاء الكلمة، قام المعتصمون بزيارة الى خيمة أهالي العسكريين المخطوفين من قبل تنظيم الدولة الاسلامية، معتبرين ان قضيتهم المحقة هي مطلب شعبي. وفي هذه الأثناء، قام خمسة أشخاص من الناشطين بمحاولة للتسلل الى السراي الحكومي وتمكنوا من الوصول الى الحديقة الرومانية من خلال مدخل مقابل أسواق بيروت، فتبعهم الباقون رويداً رويداً وتجمعوا هناك قبل أن تطوقهم عناصر القوى الأمنية وترسم لهم حدود خطوتهم وهناك بدؤوا بإطلاق الصيحات عسى أن يصل صوتهم الى آذان المجتمعين في جلسة الحكومة.

الأجواء السلبية خيمت على اجتماع جلسة مجلس الوزراء، التي امتدّت نحو الست ساعات. ولعل مغادرة وزير الصحة وائل أبو فاعور للجلسة قبل انتهائها كانت مؤشراً على أن الأمور لا تسير على ما يرام. إلا أن هذه السلبية أفضت في نهاية المطاف إلى إقرار خطة ترحيل النفايات على الرغم من تسجيل بعض التحفظات من عدد من الوزراء.

وفي هذه الأثناء، كان الناشطون في حديقة السراي ينسحبون تباعاً. وعن ذلك تحدث محمد حرز قائلاً:"كنا أول من تسلل الى الحديقة وتبعنا الباقون، ثم أرادوا أن يكونوا "زعماء" علينا فانسحبنا وانسحبوا بعدنا".

وبعيد انتهاء الجلسة كانت كلمة لرئيس الحكومة تمام سلام اعتبر فيها: "أن ترحيل النفايات هو الحل الأمثل "في ظل استحالة إيجاد مخارج وحلول داخل لبنان لموضوع النفايات وبعد جهد والتزام ومسؤولية وتحسس وطني من قبل كل من هو في موقع المسؤولية ويحرص على لبنان واللبنانيين".
سلام الذي توجه بالشكر للوزير أكرم شهيب الذي "برهن عن جدارة وعن كفاءة  في هذا الملف"، أشار الى أن"هذا الحل مؤقت وانتقالي ومرحلي…لأن الحل الجدي والجذري لموضوع النفايات يجب أن يكون حلا مستداما، مثل كل الدول التي تحترم نفسها وتلجأ لايجاد الحلول لذاتها وبذاتها"، آملاً: "المضي بشكل متواز مع حل الترحيل، في حل اعتماد قرار سابق لمجلس الوزراء لايجاد علاج نهائي على مستوى استخراج الطاقة من النفايات".

اقرار من سلام اذا أن الدولة اللبنانية لا تحترم نفسها. وهذا يجري بغطاء منه.
 

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، بيئة وتنظيم مدني وسكن



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني