توقيف الناشط خضر أنور بناء لشكوى من “ميدل إيست”


2024-03-28    |   

توقيف الناشط خضر أنور بناء لشكوى من “ميدل إيست”

قرر النائب العام الاستئنافي في بيروت أمس الأربعاء توقيف الناشط في الاتحاد الطلابي العام خضر أنور وإحالته إلى قاضي التحقيق، وذلك على إثر شكوى رفعتها شركة طيران الشرق الأوسط “ميدل إيست” بشبهة “إحراق” مقرّ الشركة في مبنى جفينور في بيروت و”تخريب أملاك عامة” و”تشكيل عصابة أشرار” على خلفية تحرّك نظّمه الاتحاد ضدّ شركة “ميدل إيست” في 28 أيلول 2023 احتجاجًا على عدم تسديدها عائدات فحوصات الـ PCR المقدّرة بـ 52 مليون دولار للجامعة اللبنانية.  

الاستماع إلى خضر في غياب محاميته

وفي التفاصيل، اتّصلت الشرطة القضائية في بيروت التابعة لقوى الأمن الداخلي ظهر أمس الأربعاء في 27 آذار، بالناشط خضر أنور وطلبت منه الحضور إلى مركزها في فردان للتحقيق معه من دون أن توضح أسباب الاستدعاء. ووفقًا لوكيلته المحامية فداء عبد الفتاح، انتظر خضر 5 ساعات في المركز قبل أن يتم إعلامه بأنّ التحقيق يتعلّق بشكوى مقدمة من “ميدل ايست”، فاتصل بوكيلته لطلب حضورها بناء للمادة 47 من أصول المحاكمات الجزائية. وفي اتصال مع “المفكرة القانونية”، قالت عبد الفتاح: “طلبت من النائب العام ألّا يستمع إليه من دون حضوري، إلّا أنّه استمع له في غيابي وأصدر قرارًا بتوقيفه”. 

وأشارت عبد الفتاح إلى أنّ الجرائم المدّعى فيها بحق خضر “هي من دون أية إثباتات أو أدلة”، معتبرةً أنّ “ما يجري مع خضر لا يمكن السكوت عنه هذه المرة لأنّه تجاوز حدود تطبيق القانون وبات يوضع ضمن خانة استغلال البعض للسلطة التي يتمتعون بها للاقتصاص من كلّ مناضل مؤدلج يعي تمامًا كيف يوجّه بوصلة نضاله”. ومع إحالته موقوفًا أمام قاضي التحقيق، تخشى عبد الفتاح أن يطول توقيف خضر “في وقت نحن قادمون فيه إلى عطل رسمية، ويبدو أنّ التوجّه يسير نحو المماطلة للاستمرار بتوقيفه إلى بعد عيد الفطر”.

يذكر أنّها ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها توقيف أنور من قبل النيابة العامّة، وكانّ آخرها  في 12 كانون الأوّل الفائت حيث بقي موقوفًا لأسبوع كامل قبل أن يخلي سبيله قاضي التحقيق، وذلك على خلفية رشّ غرافيتي على جدار مبنى وزارة الخارجية المهجور في الأشرفية كتب فيها: “وزارة الانبطاح” و”الصهاينة غير مرحب بهم”، خلال تحرّك نفذه الاتحاد الطلابي في 20 تشرين الأوّل احتجاجًا على لقاء وزير الخارجية اللبناني مع نظيرته الألمانية في ظلّ استمرار حرب الإبادة في غزّة.

دعوة لوقفة تضامنية أمام ثكنة بربر الخازن

“لن تمنعنا أجهزة النظام من ممارسة مهمتنا النضالية” تحت هذا الشعار ينظّم الاتحاد الطلابي العام وقفة عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، أمام  ثكنة بربر الخازن في فردان للمطالبة بالإفراج الفوري عن رفيقهم أنور.

وفي السياق، طالب الاتحاد في بيان القضاء بـ “إطلاق سراح الرفيق خضر فورًا! دفاعًا عن حرّيتنا وحقنا في التنظيم والتجمّع”، معتبرًا أنّ هذه الدعوى غير المفاجئة تأتي من قبل أجهزة النظام القمعية في سياق محاولتها إسكات الطلاب وترهيبهم ومنعهم من ممارسة عملهم النقابي، فضلًا عن شيطنتهم بوصفهم يشكلون عصابة أشرار.

حنين محمد، وهي ناشطة في الاتحاد نفت لـ “المفكرة” “قيام الطلاب بأي أعمال تخريبية، ولا حرق ممتلكات ولا تكسير وخلافه، بل كانت وقفتنا ضد سياسة نهب الجامعة اللبنانية والإمعان في تفقيرها وتدمير كادرها البشري ومختبراتها، وكلّ مطالبنا التي رفعناها ونرفعها تصب في مصلحة حق الطلاب بالتعليم وحقنا في استرداد الـ 52 مليون دولار، كون الجامعة في أزمة وبحاجة لهذه الأموال”. 

يذكر أنّ المبالغ المستحقة للجامعة منذ 2021 حتّى 9 كانون الثاني من عام  2022 والتي لا تزال محجوزة، تبلغ  52 مليون دولار أميركي، منها 40 مليون دولار من شركة الـ “ميدل إيست” و22 مليون دولار من عدة شركات أخرى.

واستغربت حنين تكرار توقيف رفيقها خضر “مع العلم أنّ عددًا من الطلاب شاركوا في التحرّك (موضوع الشكوى) وليس خضر وحده”، مشيرة إلى أنّ “توقيفه ليس عفويًا بل يأتي بقصد ترهيبنا جميعًا، ومع ذلك لن نتوقف عن حراكنا ولن نترك ثكنة بربر الخازن اليوم إلّا لدى الإفراج عن أنور”.

وكانت “المفكرة” واكبت الناشطين من الاتحاد الطلابي العام، خلال وقفتهم في 28 أيلول 2023 أمام مكتب “ميدل إيست” في مبنى الجفينور في الحمرا (بيروت)، وذلك في إطار تحرّكهم دفاعًا عن الجامعة اللبنانية وحق التعليم، مطالبين الشركة بإعادة الأموال للجامعة اللبنانية. ولم ترصد “المفكّرة” أي نشاط تخريبي أو عملية حرق من قبل الطلاب خلال هذا التحرّك، بل بالعكس جلسوا على الأرض مرددين الشعارات المطالبة بأموال الجامعة من دون استخدام العنف وتمّ الاعتداء عليهم من قبل عناصر الأمن الداخلي وجهاز الأمن في المكاتب، كما تمّ استعمال القوّة لإخلاء الطلاب من مبنى الشركة من خلال الضرب وتكبيل اليدين. 

وهنا بعض الصور التي وثّقتها “المفكّرة” من التحرّك والذي يظهر فيه استخدام القوى الأمنية القوّة ضدّ الطلاب: 

انشر المقال

متوفر من خلال:

المرصد القضائي ، حرية التعبير ، لبنان ، مقالات ، دولة القانون والمحاسبة ومكافحة الفساد



اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني