لأن الصحة حق: أنقذوا روزين


2016-07-26    |   

لأن الصحة حق: أنقذوا روزين

"روزين موغليان، طبيبة نفسية وأم لإثنين". في الأشهر القليلة الماضية، كانت هذه الكلمات كافية ربما للتعريف عن روزين. أما اليوم فبات للتعريف تتمة: روزين سيدة خمسينية، تبحث عن فرصة للنجاة من مرض مميت باغتها في بلد تغيب عنه السياسات الصحية.  
القصة بدأت قبل شهرين ونصف عندما بدأ يظهر على روزين عوارض التهابات الكبد Hepatite A، وفقاً لكريستال تابت، ناشطة في الحملة المنظمة لأجل روزين. ما لبث أن ظهر أن التشخيص الأول لم يكن صحيحاً، فبدأت رحلة روزين بالفحوصات التي لم تسفر عن أي تشخيص للحالة. والحال أن التشخيص لم يعد ملحاً هذه اللحظة، فـ"كبدها بدأ يذوب" تقول تابت. وبالتالي هي بحاجة ملحة لزرع كبد.

توجهت المريضة الى "مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت"، المستشفى الوحيد المرخص له اجراء عمليات زرع أعضاء وفقاً لتابت. وتبيّن أن الطبيبين الوحيدين الذين يجريان عمليات زرع في لبنان وهما وليد فرج والوزير السابق محمد جواد خليفة خارج البلاد. تنقل تابت الحديث، الذي يعكس مأساة الطبابة في هذا البلد، ومأساة الطوارئ الصحية، حيث يتفرج الجهاز الطبي والمستشفيات على أناس يصارعون الموت على أبوابهم من دون تقديم الاغاثة او البدائل. وحدها طبيبة كانت متواجدة خارج عيادة الطبيب فرج ارشدتهم الى الهند. كان هذا الخيار الأول.
انتقلت العائلة بعد عدّة استشارات الى طبيب آخر في مستشفى (CMC) أي مركز كليمنصو الطبي في بيروت، حيث أرشدهم أحد الأطباء (كلود طيار) وهو لا يزال يتابع حالة روزين حتى اليوم الى ضرورة نقلها الى فرنسا حيث يمكن تأمين القيام بعملية زرع كبد لها. هذا الحلّ ممكن في حال كان الوقت في مصلحتها، لكن أمام روزين أسبوع لاجراء العملية وهي تحتاج لـ 300 ألف دولار أمريكي. عائلة روزين لا تملك المبلغ، وهي أيضاً لا تملك التغطية الصحية، كمواطني هذه الدولة.

ولتأمين المبلغ المالي بدأت ابنة روزي كاترين، حملة لجمع التبرعات شاركها فيها أصدقاء وداعمين. (الرابط للتبرع). كما يتمّ التحضير لحملة أخرى لجمع التبرعات مساء غد الأربعاء في Art lounge. وتمكنت الحملة حتى اللحظة من جمع 78 ألف دولار أمريكي فقط. أما على صعيد الحصول على تأشيرة دخول الى فرنسا، تؤكد تابت أن العائلة حصلت على الموافقة المباشرة من قبل السفارة الفرنسية إثر عريضة رفعت اليها. هذه الموافقة معلقة بتأمين المبلغ المالي والمستندات اللازمة لتغطية كافة مصاريف العلاج. بالتالي كل ما تحتاجه العائلة الآن هي موافقة مستعجلة من مجلس الوزراء لتغطية علاج روزين.

عادةً ما تستلزم هذه المسألة مرور حوالي الشهر على صدور مرسوم الموافقة لصرف المال. في الحالة الراهنة عرض أحد المصارف على العائلة أن يغطي المبلغ مجرد صدور المرسوم على أن تسدد الدولة المبلغ لاحقاً عند صرفه. بالتالي، يمكن القول بشكل دقيق أن فرصة روزين بالحياة معلقة على مرسوم صادر بالاجماع عن مجلس الورزاء، في ظل غياب رئيس الجمهورية. فهكذا مرسوم يحتاج الى توقيع رئيس الجمهورية، وبالتالي جميع الوزراء في ظل الشغور.

مواقف الوزراء الذين تواصلت معهم الحملة إيجابية، تقول تابت. وفي هذا الإطار تمت الدعوة لوقفة تضامنية لدعم الوزراء في تصويتهم لمصلحة اصدار المرسوم وانقاذ حياة روزين وذلك غداً الأربعاء عند التاسعة صباحاً في ساحة رياض الصلح.
حياة روزين على المحك الى أن يقرر مجلس الوزراء انقاذها. وهي كذلك لأنها لم تجد فرصة في بلدها لطبابة أفضل. وهي أيضاً كذلك لأن الطبيب الذي لا يستشعر المسؤولية بأعلى مستوياتها أمام هكذا حالة أو امام أية حالة طارئة يبقى من دون محاسبة. ولأن الصحة ليست حقاً في هذه الدولة، بل هي منّة من هذا الزعيم أو ذاك.

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، الحق في الصحة والتعليم



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني