مستشفى ميداني في “حرج بيروت” والمحافظ يوضح


2016-06-13    |   

مستشفى ميداني في “حرج بيروت” والمحافظ يوضح

منذ عدة أيام بدأ سكان منطقة قصقص في بيروت يلاحظون أعمال حفر وصب وبناء في موقف السيارات الذي يقع غرب "حرج بيروت" ويطل على جامع "الخاشقجي". وبعد البحث تبيّن لهم ان البلدية اختارت ان تقطع أجزاء من الموقف لتقوم ببناء مستشفى ميداني.
على الرغم من ان وجود مستشفى يقدم المساعدات هو حاجة ملحة لسكان قصقص وطريق الجديدة، الا ان الخوف كان لدى الناس بأن تكون هذه الخطوة هي المحاولة الأولى لاقتصاص أجزاء جديدة من المساحة الخضراء في الحرج بعد بناء الملاعب وموقف السيارات.
وقد قامت على الإثر مجموعة من الاشخاص بالاتصال بجمعية "نحن" للاستفسار عن طبيعة ما يجري. وفي هذا السياق يتحدث المدير التنفيذي للجمعية محمد ايوب قائلاً: "قامت مجموعة من سكان المنطقة بالاتصال بنا لتوجيه شكوى حول الموضوع. وأرسلوا لنا الصور ونحن بدورنا قمنا بنشرها على صفحتنا على موقع "فايسبوك" أمام الرأي العام. معلوماتنا الاولية ان المستشفى هو هبة من مصر بالبداية تم وضعه في مبنى الاونيسكو من ثم نقلوه الى جامعة بيروت العربية والآن تقرر وضعه في حرج بيروت".    

لا يبدو أيوب مطمئناً لما يجري في موقف السيارات. وأردف قائلاُ: "لا يمكن القول ان المستشفى غير مهمة لسكان طريق الجديدة ولكن بالامكان وضعها بمكان آخر، مثلاً مستشفى البربير المغلق منذ نحو العشرين عاما، وبكل الاحوال فإن الجمعيات لا يسعها تقديم اقتراحات سيما وانها تجهل طبيعة المشروع حتى الان. في البداية قالوا ان الملاعب موجودة خارج "حرج بيروت"، ومن بعدها قاموا بانشاء موقف السيارات والآن المستشفى ورويداً رويداً سنجد أنفسنا نخسر أجزاء من الحرج".ورأى ان في الأمر تعد واضح وصريح على آخر المساحات الخضراء التي هي المتنفس الوحيد امام الناس.
أما المشروع المقرر تشييده في قسم من موقف السيارات التابع لـ “حرج بيروت"، فهو (بحسب المهندس المشرف على البناء) مستشفى ميداني، كناية عن هبة مقدمة من مصر منذ حرب تموز 2006. المستشفى سيمتدّ على مساحة تبلغ نحو 1600 متر مربع وسيتمّ انجازها خلال ستة أشهر من بعدها تفتح أبوابها أمام الناس.  

وفي اتصال لـ “المفكرة القانونية" مع محافظ بيروت القاضي زياد شبيب لمعرفة طبيعة هذا المشروع أجاب: "هو مستشفى ميداني مصري يتمّ تشييده في موقف السيارات التابع لحرج بيروت الذي يقع من جهة قصقص مقابل جامع الخاشقجي. منذ حرب تموز 2006 كانت مصر قد قدمت مستشفى ميداني ابّان العدوان الاسرائيلي وطلبت من بلدية بيروت بعد انتهائه تأمين مكان ضمن نطاقها لوضعه ليستمر بتقديم المساعدة للناس عوضاً عن ارجاعه لمصر. فقررت بلدية بيروت السماح لهم بوضعه في موقف السيارات المحاذي لحرج بيروت. فهناك يكون بالقرب من المناطق الشعبية مثل صبرا وشاتيلا والضاحية وكل الناس التي من الممكن ان تحتاج الخدمات من هذا المستشفى الميداني المجاني".
لا يرى القاضي شبيب بهذا المستشفى اي تعدٍ على الأملاك العامة والمساحات الخضراء، وبكل ثقة يجيب بأن "المستشفى هو ملك بلدي وهو سيكون موجود في موقف السيارات، ومخصص لعامة الناس".

ورداً على سؤال ان لم يكن بالإمكان اختيار مكان آخر قال شبيب: "ما هي الأماكن الأخرى؟ أليست أملاكاً عامة أيضاً؟ فعوضاً عن ان يتمّ وضعه في حديقة ما او في مكان مخصص للاستجمام، تمّ اختيار موقف سيارات".
اذا بعد سنوات من نضال المجتمع المدني ليعاد فتح أبواب "حرج بيروت" أمام الناس، والذي ظل مغلقاً بعد انتهاء الحرب الاهلية لحجج واعتبارات واهية، يبدو أن فرحة أهالي بيروت بإستعادة آخر المساحات الخضراء لديهم لن تكتمل. والخوف اليوم من أن تكون اعادة فتح "الحرج" هي مجرد واجهة تخفي خلفها العديد من المشاريع التي تؤدي الى اقتطاع أجزاءٍ جديدة منه على نحو تدريجي.    

انشر المقال

متوفر من خلال:

لبنان ، مقالات ، بيئة وتنظيم مدني وسكن



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني