معاقبة كاتبة محكمة صفاقس 2 تعسفاً، والجرم: نشر قصيدة على الفايسبوك


2016-05-16    |   

معاقبة كاتبة محكمة صفاقس 2 تعسفاً، والجرم: نشر قصيدة على الفايسبوك

أصدر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بصفاقس في 13-05-2016  قرار نقلة تأديبية بحق كاتبة محكمة نشرت قصيدة على صفحتها للتواصل الاجتماعي عبرت فيها عن امتعاضها من أسلوب الاحتفاء بزيارة وزير العدل في الشهر نفسه للمقر الجديد للمحكمة التي تعمل فيها. وقد استند القرار لما ذكر أنه شكايات من كتبة بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 ولتقرير صدر عن وكيل الجمهورية لدى ذات المحكمة، من دون أدنى احترام للحقّ في الحضور أمام مجلس التأديب. لم يجد المسؤول القضائي حرجا في اعتبار "تعبير الموظفة عن رأيها" خطأ يبرر العقاب. وتكشف سهولة إصدار القرار التأديبي عن مرجع قضائي عن أزمة تصور للحقّ في التعبير ولقيمة دور القضاء في حماية هذا الحق الأساسي.
صدر القرار التأديبي عن قاض سام ينتمي لسلطة حملها الفصل 102 من الدستور التونسي مسؤولية "إقامة العدل، وعلوية الدستور، وسيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات". واعتبر هذا القاضي أن كتابة قصيدة شعرية تنتقد أداء شخصيات عامة دون أدنى تعرّض لأشخاصهم "جرما"، وذلك رغم أن الفصل 31 من الدستور يؤكد أن حرية التعبير والفكر مضمونة". وما يزيد الأمر خطورة هو
وتعتبر المفكرة القانونية هذا القرار التعسفي مؤشّرا خطيراً على تصور الوظيفة القضائية في علاقتها بحرية التعبير لما شابه من تقييد لها وتعسف في استعمال السلطة. ويهمّها تالياً في إطار متابعتها لهذه القضية الهامّة أن تعبّر عن تضامنها مع كاتبة المحكمة في ممارستها لحقها في التعبير، داعية للرجوع عنه فوراً. ومن باب التضامن ورفض القرار، تعيد "المفكرة" نشر القصيدة كاملة. 
 
القصيدة التي صدر في شأنها القرار التأديبي

دشن الوزير 
سيجارة محترقة
تعطرت من ريحها
كتيبة المرتزقة
غنوا له صلوا له
و العيد هل معه
لينبت خشوعهم
قداسة الربيع
حل الوزير 
فزينت لأجله
مدينة ملوثة
وصفقت لبؤسها 
أيادي مرتعشة
وزغرد القطيع
في حضرة الوزير
وزيرهم وزير هم 
يأتي بالربيع 
ويرحل بالربيع
ولعنة خشوعهم 
قد دنست من زيفها
براءة الرضيع
فبئسا للوزير
و يكبر الرضيع
يشتهي اللعب
فحلمه كبير 
يعانق السماء
ويسرق لعب
فزج به أسير 
وأحضر الولد
وكبل شعوره
لأنه يتيم
مسلوب الكبرياء
ويسأل عن السبب
و يمنع عن البكاء
لا تبكِ يا رجل 
فإنك كبير
و ما لك عزاء
ما ذنبه الولد 
إذ حلمه كبير
يعانق السماء
ويسأل القدير 
لم أنا فقير
ولم يجد جواب
يا سيدي الوزير
لما أنت هناك
هنا طفل فقير
لن يقبل العزاء
وأنت تبتسم 
لجثث صماء

انشر المقال

متوفر من خلال:

المرصد القضائي ، استقلال القضاء ، تونس



لتعليقاتكم


اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشوراتنا
لائحتنا البريدية
اشترك في
احصل على تحديثات دورية وآخر منشورات المفكرة القانونية
لائحتنا البريدية
زوروا موقع المرصد البرلماني